موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ومعاونوه يتنقلون بين تركيا وسوريا في سلسلة من المفاوضات المكوكية مع النظام السوري وقادة المعارضة المدنية والعسكرية من أجل وقف إطلاق النار في حلب لتزويد المدينة بالمساعدات الإنسانية.
إعلان
إلا أن دي ميستورا يواجه في دمشق مع وزراء النظام وفي كوباني التركية مع قادة المعارضة شروطا من كل طرف، من المعروف مسبقا، أن الطرف الآخر لم يوافق عليها.
وتكمن صعوبة شروط الطرفين التي تتجاوز حدود وقف لإطلاق النار في حلب، في أن كلا الطرفين يدرك أن مبادرة ميستورا يمكن أن تكون مسودة لحل شامل للأزمة، بعد فشل جنيف 1 والمفاوضات السياسية الكبرى، انطلاقا من الفكرة القائلة بأن الفشل في حل الأزمة على مستوى القمة، يدفع بالمعنيين للبحث عن حلول على الأرض، قد تكون محدودة جغرافيا ولكنها يمكن أن تشكل تمهيدا ومثالا للحل الشامل.
وبالتالي فإن مبادرة ميستورا التي تتمتع بموافقة كافة الأطراف المحلية والإقليمية والدولية من حيث المبدأ تتعثر بشدة عند البحث في شروط التطبيق والتي يمكن أن تكون شروطا بعيدة المدى، خصوصا وأن الوضع العسكري الميداني، مع انتصارات وهزائم هذا الطرف أو ذاك، وصل إلى مرحلة توازن يصعب معها الحسم، وأصبح المخرج الوحيد حلا سياسيا.
دوليا وإقليميا، أدى ظهور وتمدد تنظيم داعش إلى انقلاب الكثير من المعايير والمواقف سواء في واشنطن أو طهران، وما نجم عنه من اقتحام تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة للميدان العسكري في سوريا، وقدرة هذا التحالف على تطوير دوره وفرض واقع جديد على الأرض، يدفع بموسكو للتحرك بقوة، تحسبا من أن تجد نفسها خارج المشهد السوري نهائيا، وبرز الأمر في التفاهم الروسي التركي الأخير، والمحادثات الروسية الأمريكية المتواصلة، وذهاب المسئولين الروس حتى القول بأنهم ليسوا متزوجين من بشار الأسد، في إشارة لإمكانية رحيل الرئيس السوري مقابل الحفاظ على النظام في إطار ائتلاف بين رموزه وقيادات المعارضة المدنية.
المعارضة التي تفاوضت مع دي ميستورا في كوباني ووزراء النظام الذين تحدثوا معه في دمشق، يدركون جيدا أنه يجب عليهم التوصل إلى توازن دقيق للغاية بين الحفاظ على مبادرته بعيد عن القبر وطرح شروط ملائمة لهم في إطار الحل الشامل للأزمة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك