دخل لبنان اليوم السابع بعد المئتين من دون أن ينتخب رئيسا للجمهورية ومن دون ظهور أي مؤشر عن قرب حصول هذا الانتخاب.
إعلان
تقاطر موفدون دوليون إلى بيروت الفرنسي جان فرنسوا جيرو، الروسي ميخائيل بوغدانوف، نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، ألحوا جميعا في محادثاتهم مع الفر قاء اللبنانيين كافة على ضرورة انتخاب رئيس، ولا شيء ظهر أو تسرب عن نجاح مسعاهم.
أتى رئيس الحكومة تمام سلام إلى باريس وطالب الرئيس فرنسوا هولاند وسائر المسؤولين الفرنسيين بالمساعدة في الاستحقاق الرئاسي فعاد محملا بالنوايا الطيبة لا أكثر..
اليوم ، يحاول بعض المسؤولين اللبنانيين وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري إشاعة جو من التفاؤل بإمكان حصول اللبنانيين بعد الأعياد على العيدية المنتظرة أي انتخابات رئاسية استنادا لما سينتج عن الحوار السياسي المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل من جهة والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة ثانية.
لكن المواطن اللبناني الذي بات خبيرا بمطالب زعمائه وبحقيقة مصالحهم الداخلية وارتباطاتهم الخارجية يقف مشككا باتفاق هذه الزعامات على انتخاب رئيس للمرحلة المقبلة أو بقدرتها على ذلك في ظل المواقف المعروفة والمعلنة لهذا الطرف أو ذاك.
كيف سينجح تيار المستقبل وحزب الله في الاتفاق على اسم الرئيس العتيد حين يتمسك التيار الأزرق برفض ترشح العماد ميشال عون فيما يعلن السيد حسن نصرالله وقوفه إلى جانب العماد عون" حتى قيام الساعة".. على ما ستتفق القوات اللبنانية والتيار الوطني علما أنهما مختلفان حول كل شيء تقريبا بدأ من تحالفاتهما المحلية والإقليمية مرورا بقانون الانتخاب انتهاء برئاسة الجمهورية..
خلال المرحلة التي سبقت انتهاء الوصاية السورية على لبنان في العام 2005 ، كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار يفرضان الشخصية التي يرتئيان أنها الأولى في تبوء منصب رئاسة الجمهورية في لبنان انطلاقا من المصلحة السورية لا غير ! لا طرف داخليا أو خارجيا كان يملك القدرة على تعديل هذا الأمر باستثناء واشنطن التي كانت في الغالب تؤيد خيار الأسد أو تسكت عنه.
كان يجب انتظار الخروج السوري لينتخب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بعد مؤتمر الدوحة الذي شاركت فيه كافة الأطراف السياسية برعاية سورية سعودية قطرية مشتركة وبغطاء دولي بعد شغور رئاسي دام بضعة أشهر وعرض للقوة العسكرية قام به حزب الله في شوارع بيروت الغربية.
الآن وبعد تراجع النفوذ السوري يعجز اللبنانيون عن إنتاج رئيس "صنع في لبنان "ويتطلعون إلى تلاقي الخارج وتحديدا المملكة العربية السعودية وإيران على اسم الرئيس العتيد. أما الحوار الداخلي الذي يعول عليه البعض في إنتاج رئيس فيخشى أن يكون مجرد لعب في الوقت الضائع.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك