كثيرون هم المحللون السياسيون الفرنسيون الذين يرون أن الأمر قد قضي بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند وأنه محكوم عليه خلال عام 2015 أن يحاول بقدر الإمكان الثبات أمام غضب خصومه داخل الحزب الاشتراكي وأحزاب اليسار الأخرى والذين يفترض أن يكونوا حلفاءه بالإضافة إلى غضب الشارع وانتقادات اليمين التقليدي والمتطرف المتزايدة.
ويتوقع هؤلاء المحللون السياسيون أن يتواصل انحسار اليسار الفرنسي خلال عام 2015 عبر صناديق الاقتراع من خلال الانتخابات الإقليمية على غرار الانحسار الذي شهده في انتخابات العام المنتهي البلدية والأوروبية. ويقولون إن أسباب هذا الانحسار المتوقع عديدة أهمها الطريقة التي أدار من خلالها الرئيس الفرنسي الحالي البلاد منذ وصوله إلى قصر الإليزيه في عام 2012.
وما يؤخذ على هولاند أساسا أنه أضاع عامين قبل الانخراط في الإصلاحات التي بدأ فيها هذا العام والتي لم تعط حتى الآن نتائج ملموسة، وأنه لا يزال غير قادر على فرض سلطته على الوزراء بما فيه الكفاية، مما يوحي بأنه لا يجسد هيبة الدولة الفرنسية كما ينبغي أن تجسد.
وبرغم كل ذلك، فإن هناك لدى فئة من المحللين السياسيين الفرنسيين قناعة بأن خطاطيف يمكن أن تحلق في سماء قصر الإليزيه في ربيع العام المقبل وتشعر الرئيس الفرنسي الحالي بأنه لا تزال بين يديه أوراق من شأنها تعزيز الرأي القائل إن بإمكان هولاند أن يكون في موقع يسمح له في عام 2017 بالترشح مجددا إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
والواقع أن هناك عدة أسباب تقف وراء تفاؤل أصحاب هذا الرأي ومنها مثلا أن فرانسوا هولاند أضاف خمس نقاط لرصيد شعبيته لدى الفرنسيين حسب آخر استطلاعات الرأي. فواحد وعشرون في المائة من أفراد العينة المستجوبة راضون عنه اليوم والحال أن نسبة الراضين عن أداء رئيس الدولة لم تتجاوز 16 في المائة خلال الشهر الماضي. ولئن كان كثير من الفرنسيين لا يتوقعون أن ترتفع شعبية الرئيس الفرنسي كثيرا خلال العام المقبل، فإنهم يعتبرون أن مجرد استمرار نسبة الارتفاع حتى بنسب قليلة عامل هام يساهم مبدئيا في إضافة حيوية جديدة على عمل رئيس الدولة ورئيس الوزراء.
ومن أهم الأسباب الأخرى التي من شأنها تخفيف الضغوط الداخلية والخارجية على فرانسوا هولاند وجود مؤشرات حقيقية على أن فرنسا مقبلة خلال العام القادم على فترة نمو حتى وإن كانت نسبته طفيفة وعودة الأمل بانتعاش الاقتصاد العالمي وشعور الفرنسيين بكل شرائحهم بأن هولاند جاد بحق في سعيه إلى تخفيف الضرائب عنهم.
وليس المهم عند هؤلاء أن تعلن خطاطيف الربيع التي قد تحلق فوق قصر الإليزيه أن ربيع رئيس الدولة الفرنسية آت. بل المهم أن تحلق لأن مجرد تحليقها يعني الكثير بالنسبة إليه.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك