خارج التفاصيل والتداعيات، فان جوهر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف أسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية، يمثل قبل كل شيء نحرا لحرية الإعلام والتعبير بل للحرية في أعلى معانيها الإنسانية، وعودة إلى زمن الوحشية المظلم.
إعلان
ومهما ادعى الإرهابيون ومن معهم – و لا نعت أقل لما فعلوه غير الإرهاب – من دوافع للقيام بهذه الجريمة، فان ما فعلوه لا ينتمي لا للدين ولا للإنسانية ولا لأية قضية أخرى غير الإجرام ضد الحرية والصحافة والإنسانية.
غير أن الواقع يفرض أن لا نتجاهل أن هذه الجريمة تضع أكثر من تساؤل عن الدوافع الحقيقية وعن السياق الذي أحيط بها وهي دوافع عبثية لا تعبر إلا عن الحقد والجهل وسياق يدفع باتجاه تعاظم الإحساس والأفعال برفض الآخر واتساع رقعة العداء للقيم الإنسانية وحتى السماوية الداعية للتعايش والتعاطف والتضامن بين البشر.
والجريمة الإرهابية التي استهدفت شارلي ايبدو تدخل ضمن هذا السياق وتذكر أن من نفذ ويقف وراء هذه الجريمة في فرنسا هو جزء من خندق أعداء الحرية المسؤولين عن جريمة اغتيال عشرات الصحافيين في مختلف مناطق الصراع والأزمات في العالم لان أعداء الحرية ومهما اختلفت أسماء تنظيماتهم الإرهابية من "داعش" و"القاعدة" و"الموقعون بالدم" وحتى جماعات "أنصار الشريعة" وغيرها، يخشون حرية التعبير وتدفق المعلومات وترهبهم وسائل التعبير.
واستهداف شارلي ايبدو وفريق صحافييها ومنهم من هم من ابرز رسامي الصحافة، لا يرمي إلى أكثر من نحر حرية الإعلام بل إن الإرهابيين أعلنا وهما يغادرون مقر الجريدة بعد قيامهم بالجريمة، أنهم اغتالوا شارلي ايبدو.
ولهذا علينا جميعا أن نرد بالقول على مثل هذا الاعتداء الإرهابي وأيضا ضد استهداف حرية التعبير إننا جميعا شارلي ايبدو ...
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك