خبر وتحليل

تسيبراس أو العدوى اليونانية

نشرت في:

لم تكن نتائج الانتخابات العامة في اليونان مفاجئة ولكن التوقعات حول المنحى الذي ستسلكه البلاد في عهد حكومة اليكسيس تسيبراس وتداعياتها المحتملة على دول الاتحاد الأوروبي لا تزال سابقة لأوانها.

اليكسيس تسيبراس زعيم حزب سيريزا الفائز في الانتخابات التشريعية ( رويترز)
إعلان

 فخيبة الأمل من أداء الأحزاب السياسية التقليدية ومن عجز الاتحاد الأوروبي عن تجسيد التطلعات الشعبية خصوصا في البلدان التي لا تزال تعاني من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية هي التي دفعت بالناخب اليوناني إلى اختيار زعيم حزب اليسار الراديكالي في اليونان . وما هذا البلد إلا البداية . ويدل على ذلك استطلاع للرأي العام في دول الاتحاد أظهرت نتيجته أن 33 بالمئة من الأوروبيين يثقون بالاتحاد بعدما كانت هذه النسبة تقدر ب 52 في العام 2007.

من شأن هذه النتيجة أن تشجع الناخبين في دول أوروبية أخرى على رفض الإجراءات التي يفرضها البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية إلى جانب صندوق النقد الدولي على الدول الأوروبية عموما وعلى تلك التي عصفت بها أزمة اليورو تحديدا.
 
وشعار تسيبراس المناهض كليا لسياسة التقشف المفروضة على بلاده  يلاقي من يؤيده لدى الأحزاب الأخرى في اليسار الراديكالي الأوروبي مثل زعيم بوديموس في اسبانيا التي لم تتعافى كليا من أزمتها المالية والذي علق على نتيجة انتخابات اليونان بالقول إن الأمل يصل والخوف يتلاشى.  أو مثل جان لوك ميلينشون الذي يقاطع حكومة مانويل فالس الاشتراكية في فرنسا والذي اعتبر أن صفحة جديدة فتحت في أوروبا بينما اعتبر وزير الشؤون المالية في ايطاليا انه بعد هذا التصويت سنكون أمام فرص جديدة لمواصلة التغيير في أوروبا لصالح النمو والاستثمارات ومكافحة البطالة".
 
طبعا ليس من السهل على رئيس الحكومة الجديد في اليونان تغيير المسار بين ليلة وضحاها وليس من السهل عليه أن يفي بوعوده بالخلي عن سياسة التقشف والتخلي عن الترويكا ولكن  الاتحاد الأوروبي استيقظ ليجد نفسه أمام خيارات أحلاها مر.  أولها  الاستجابة لمطلب الحكومة اليسارية الجديدة وتخفيف القيود المالية الشديدة المفروضة على هذا البلد وقد يتم ذلك بموافقة ألمانيا.
 
ولكن أصعب هذه الخيارات هو  أن تحذو دول أخرى حذو اليونان ،  فتعمد إلى المطالبة  بالتنصل من التزاماتها المالية المترتبة على مديونيتها وبالخروج من حالة التقشف وبتخفيض قيمة عملتها وربما بالانسحاب من منطقة اليورو وفي هذه البلدان مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا رأي عام ضاغط يعتبر أن الأحزاب التقليدية تدافع عن مؤسسات الاتحاد الأوروبي وعملته الموحدة ولكنها تتقاعس عن تمثيل مصالح شعوبها. 
 
بعد الآن لم تعد  بريطانيا الاستثناء الوحيد في النظر إلى الإتحاد الأوروبي بعين الشك  فهناك مخاطر عدة  تهدد الاتحاد بخطر وجودي أكبر من جراء الاستياء الذي أطلقته أزمة اليورو. وليس من قبيل الصدفة أن يقول رئيس الحكومة البريطانية أن فوز حزب اليسار الراديكالي في اليونان  سوف يزيد القلق الاقتصادي في أوروبا. فهل يكون تسيبراس العدوى اليونانية لأوروبا ؟
 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية