نددت كل الفعاليات والأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية في فرنسا بعملية تدنيس قرابة مائتين وخمسين قبرا في مقبرة يهودية قريبة من بلدة "سار- أونيون" الفرنسية الواقعة في شرق البلاد. ومن الأطراف التي حرصت على التنديد بالعملية، مجلس الديانة الإسلامية الفرنسي.
إعلان
والواقع أن قبورا كثيرة موتاها من اليهود والمسلمين قد تعرضت خلال العقود الماضية إلى عمليات تدنيس مماثلة. ففي منطقة "الألزاس" حيث توجد بلدة " سار- أونيون"، تعرضت المقابر اليهودية خلال العقود الثلاثة الأخيرة إلى تدنيس على نطاق واسع على الأقل عشر مرات. وفي مقبرة " أبلان سان نازير" العسكرية الواقعة في الشمال الفرنسي، تعرضت قبور جنود مسلمين شاركوا في الحرب العالمية إلى عمليات تدنيس متتالية في أعوام 2007 و2008 و2009.
وقد لوحظ أن غالبية عمليات التدنيس هذه يقوم بها أشخاص يشاطرون أفكار عدد من الحركات النازية أو اليمينية المتطرفة. ولم يستطع القضاء الفرنسي العثور على مرتكبي مثل هذه الممارسات. ولكنه كان في العموم صارما مع الأشخاص الذين تم القبض عليهم وثبتت ضدهم تهمة تدنيس قبور يرقد فيها مسلمون أو يهود.
كما لوحظ أيضا أن تزايد حالات الاعتداء على مقابر اليهود والمسلمين في فرنسا، يحصل عموما في سياق تزايد تصرفات أو سيئة أو اعتداءات تطال المسلمين أو اليهود . وهو مثل السياق الحالي الذي جاء نتيجة الاعتداءات الإرهابية التي حصلت الشهر الماضي في باريس.
وقد قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال الكلمة التي ألقاها عند زيارة المقبرة اليهودية التي دنست قبل أيام في الشرق الفرنسي إن تدنيس القبور هو " شتم لكل الديانات وتدنيس للجمهورية". وهذا يعني بالنسبة إلى فرنسا مراجعة كل الإجراءات المتعلقة بحماية المقابر ولاسيما تلك التي يرقد فيها يهود ومسلمون في إطار الجهود الجديدة التي تبذل للحيلولة قبل كل شيء دون تكرار مثل هذه العمليات وتوظيفها لاحقا للاستثمار في منطق الكراهية والحقد والضغينة. وهذه المهمة ليست حكرا على الدولة الفرنسية، بل هي قضية كل الناس في فرنسا أيا تكن انتماءاتهم الدينية والعقائدية والسياسية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك