في الوقت الذي يتشكل فيه تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة التنظيمات الإسلامية الجهادية المتطرفة في الشرق الأوسط وفي مقدمتها تنظيم داعش، تتجاهل واشنطن ومعظم عواصم الغرب باستثناء باريس وجود تنظيم داعشي آخر في قلب القارة السمراء أسمه "بوكو حرام" ينفذ اعتداءات وإعدامات وقطع رؤوس كنظيره داعش ويعلن على خطى داعش قيام دولة "الخلافة الإسلامية" بعد أن سيطر على أنحاء واسعة في شمال نيجيريا وصولا إلى مناطق حدودية في دولتي النيجر و الكامرون المجاورتين.
إذا أضفنا إلى تنظيم بوكو حرام النيجيري وحركة الشباب الإسلامي في الصومال وشبكة التنظيمات الجهادية المماثلة في مالي ودول شمال أفريقيا لبدا واضحا تشكل ما يشبه الأممية الجهادية في أفريقيا على غرار الأممية الجهادية المتشكلة في الشرق الأوسط.
الخطورة كل الخطورة تكمن في أن تتمكن هذه الشبكات الجهادية من التنسيق العملاني فيما بينها و تنفذ اعتداءات إرهابية مشتركة علما أن منطلقاتها الفكرية والأيديولوجية واحدة أي التكفير و البطش بكل من لا يخضع لسيطرتها فردا كان أم جماعة.
أكثر من تقرير صادر عن أجهزة استخبارات عربية و غربية نبه إلى وجود اتصالات بين أبو بكر البغدادي الذي نصبه تنظيم داعش "خليفة على المسلمين" وبين أبو بكر شيكاو زعيم حركة بوكو حرام النيجيرية الذي ادعى بدوره الخلافة.
إذا كانت هذه التقارير تتفق على القول بأنه من الصعوبة بمكان قبول بوكو حرام بخلافة البغدادي وبانضواء شيكاو وجماعته تحت لواء ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية إلا أنه ليس مستبعدا أن يتمكن البغدادي من جذب أعداد متزايدة من جهاديي بوكو حرام وحركة الشباب الصومالي للقتال في صفوف تنظيم داعش نظرا لما يمتلكه هذا التنظيم من إغراءات مادية و ما اكتسبه من براعة في استخدام الصورة والفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي.
خمسة عقود مرت على ولادة مشروع الجهاد العالمي على أيدي الآباء المؤسسين، الفلسطيني عبدالله عزام والسعودي أسامة بن لادن والمصري أيمن الظواهري. واليوم تحول هذا المشروع إلى حقيقة مادية مسرحها الشرق الأوسط وإفريقيا وغدا مناطق أخرى من العالم ،فهل ستبقى مواجهة هذا المشروع الفاشي.
رغم تستره بعباءة الدين مقتصرا على بعض الدول والشعوب أو على قصف جوي محدود على مواقع داعش في العراق دون سوريا في سوريا دون العراق؟ سؤال موجه إلى الاجتماع الدولي لمكافحة التطرف والإرهاب المنعقد في واشنطن.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك