صادف اليوم العالمي للمرأة هذا العام مع إحياء الذكرى الخمسين لمسيرات "سِلْما - Selma"الثلاث الأميركية التي أفضت إلى حصول الأميركيين من أصول إفريقية، أي الأميركيون السود، على حق الاقتراع، وإن كان الفارق يوماً واحداً.
كان ذلك في السابع من آذار مارس عام 1965، حين انطلقت أولى المسيرات الثلاث التاريخية من مدينة سِلْما باتجاه مونتغمري عاصمة ولاية ألاباما الأميركية، وقد أفلحت قوات الشرطة في صد المسيرتين الأولتين في السابع والتاسع من الشهر نفسه مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع، وتلا ذلك اغتيال مناضلة مدافعة عن الحقوق المدنية بيضاء البشرة "فيولا لويزا - Viola Liuzzo"، اغتيلت بينما كانت تنقل في سيارتها الراغبين في المشاركة في المسيرة المطلبية الثالثة التي كان في مقدمتها مارتن لوثر كينغ صاحب الجملة الشهيرة " آي هاف آ دريم - I Have a Dream" والذي اغتيل بعد ثلاث سنوات وإنما في ظرف آخر.
تخطت المسيرة الثالثة إذن الجسر الذي قُمعت عليه المسيرتان السابقتان وأكملت طريقها إلى مونتغمري، وكان ينضم في الطريق مشاركون آخرون كُثر إلى أن وصلت المسيرة بالآلاف إلى هدفها. وكان للمتظاهرين ما أرادوا فقد أُُقِرَّ، في مناخ التظاهر هذا، قانون حق الإقتراع للأميركيين من أصول إفريقية.
في ذكرى حقوق المواطن الأميركي الأسود – مسيرة سِلْما- يستوقفني أسلوب نضال هؤلاء وأذهب إلى الأبعد مستحضراً أسلوب النضال السلمي الفاعل الذي طرحه المهاتما غاندي. أسلوبا نضال لا بد أنهما يخرقان فكر أي متأمل لصور أنقاض الدمار في دول عربية تاق أهلها للحرية.
فهل من مقارنة ممكنة بين الحالتين؟ سؤل مربوط الجواب عليه بوضعيتي القامع والمقموع، وحين لا يستحي القامع من استخدام أقصى أدوات القمع وصولاً إلى الإبادة فلا شك أن المقموع سيكون أمام خيارين متناقضين، فإما الصمت رُعبا،ً وإما الرد على العنف بعنف أقوى في دورة حلزونية لا تنتهي قبل الدمار.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك