من الطبيعي أن تشكل مناسبة انقضاء أربع سنوات على بدء الأزمة السورية وحروبها، بصغيرها وكبيرها، ودخولها عامها الخامس محطة لعرض أرقام ما تسببت به هذه الحروب من خسائر بشرية ومادية مع ما يرافق ذلك من تبعات جيوسياسية ببعديها الوطني الداخلي والإقليمي.
إعلان
في أرقام عدد الضحايا أكثرُ من مئتي ألف قتيل دون إغفال الجرحى والمعوقين، فيما عدد النازحين داخل سوريا وخارجها تجاوز الأحد عشر مليون نازح وأنقاض دمار تقتحم صورُه شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي.
عن الخارطة الأمنية قيامُ بُؤرِ تنظيمية عسكرية عدة أكبرها اليوم "النصرة" و "داعش"، وهذا طبعاً على حساب الجيش السوري الحر الذي اكتشف الغرب المعارض للنظام السوري والداعم لهذا الجيش بأنه تأخر كثيراً في دعمه ما تسبب في إضعافه إن كان ذلك في مواجهة الجيش السوري النظامي أم أمام تنظيميْ النصرة وداعش بشكل خاص.
ومن هذه الخارطة الأمني بدأت ترتسم خارطة جغرافية تحديداً في شمال سوريا قد لا تكون ثابتة، ولا يبدو أنها ستكون كذلك إذا استمر تسجيل النصر على تنظيم داعش حتى دحره.
إلا أن ثباتها سيكون على الأرجح في منطقة أكراد سوريا الذين تمكنوا من فرض وجود على الأرض من المستبعد أن يساوموا عليه في أي تسوية نهائية للحرب في سوريا، لا تبدو أبداً قريبة.
وللوضع الداخلي امتداداته الإقليمية الواضحة، فمع التدخل العسكري الإيراني الواضح في الحرب ضد داعش في العراق وتسجيل النصر على هذا التنظيم الذي اختار لنفسه اسم " الدولة الإسلامية" يُفاجأ العروبيون بتصريح لمستشار الرئيس الإيراني علي يونسي أن إيران أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد.
تصريح صدم بقوة العروبيين والمتخوفين من المد الإيراني في المنطقة لأسباب قومية عفوية المشاعر أو إيديولوجية ثقافية.تصريح صادم لم يُلحق بأي إيضاح أو تراجع ولو دبلوماسي يَُلمْلِم شظاياه ما فتح المجال أمام المستائين ليطرحوا السؤال ما إذا كانوا على موعد مع تصريح آخر مشابه يَذْكر عاصمة عربية أخرى غير بغداد في حال آتى التدخل الإيراني الفاعل في سوريا ثماره.
للحروب احتمالاتها المتعددة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك