من البديهي أن يثير الاتفاق النووي مع إيران ردات فعل ومواقف متباينة ومن الطبيعي أن تتباين هذه المواقف وفقا لرؤية من يعبر عنها ولمصلحته. في الخليج العربي ردود الفعل اعتمدت لغة دبلوماسية أكثر منها صارخة في التعبير عن مخاوف دول المنطقة من النفوذ الإيراني المتصاعد.
إعلان
فالرياض وغيرها من العواصم الخليجية قلقة من أن تتشجع إيران وتزيد من تدخلاتها في شؤون تلك الدول. إحداث البحرين منذ العام 2011 والقلاقل في شرق المملكة العربية السعودية، لا تزال في الذاكرة وقد ذكر بها أخيرا رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل آل سعود، حين سمى البحرين بين الدول التي تلعب فيها إيران "دوراً معرقلاً." تحدث تركي الفيصل قبل اندلاع الإحداث الأخيرة في اليمن والرد الخليجي الذي جمع أربع دول في إطار تحالف عسكري مفاعليه مقتصرة حاليا على الضربات الجوية. والهدف من الضربات الجوية تحجيم إيران المتصاعد بفعل سيطرة الحوثيين .
وإذا كان الرد الإيراني في اليمن محدودا فلان هذا البلد لم يصبح بعد أولوية إستراتجية لطهران كما هو الحال بالنسبة لسوريا والعراق ولكن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي لوح بالعصا من دون استخدامها حتى ألان بقوله أن "دخان هذه النار سيرتد على السعودية.
ما يخيف دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء سلطنة عمان ربما هو العامل الهجومي الذي تعتمده السياسة الإيرانية بفعل الخبرة والتاريخ . الخبرة ناجمة عن تمرس النظام منذ قيام الثورة على اعتماد الأساليب الناجعة لتحقيق المكاسب ومد بساط ما يعرف بالهلال الشيعي من العراق إلى سوريا ولبنان والتاريخ، تاريخ الإمبراطورية الفارسية الذي يستذكره القادة الإيرانيون مذكرين بان عاصمة الإمبراطورية بغداد كما فعل مستشار الرئيس حسن روحاني .
قد يزيل الاتفاق النهائي مع إيران عبئا عن كاهلها فيحررها من العقوبات الاقتصادية التي أثقلت اقتصادها داخليا ولم يمنعها من صرف الأموال لدعم حلفائها في الخارج وقد يعيد دمجها في الأسرة الدولية ولكنه يخيف جيرانها الذين يفقدون بالتدريج حضورهم الإقليمي والدولي . الخوف الأول من إن تتفرغ إيران لترسيخ نفوذها النهائي في المنطقة كما يقلب بعض المعادلات والتوازنات الهشة القائمة حاليا والخوف الثاني من أن تكون بعض القوى الدولية وتحديدا واشنطن دخلت في مرحلة استبدال التحالفات فانقلبت العلاقة الأميركية بدول الخليج وبإسرائيل
كثيرا ما انتقد الرئيس الأميركي باراك اوباما على سياسته الخارجية .وعوده في أفغانستان والعراق بقيت من دون تنفيذ كامل التزامه بتحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي لم يترجم على ارض الواقع اختار أن يكون النووي الإيراني انجازه الأكبر قبل نهاية عهده فاثأر الغضب والمخاوف على امن الشرق الأوسط أكثر مما حصد التهاني.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك