استقبال حافل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الكويت، حيث قام التلفزيون الكويتي بضم البث مع نظيره المصري لنقل مراسم وصول السيسي مباشرة، والإعلام الكويتي والمصري احتفيا بهذه الزيارة بصورة كبيرة، وتناول المحللون في البلدين أهمية العلاقات بينهما والدور الكبير الذي ستلعبه زيارة الرئيس المصري في تطويرها.
عشية وصول السيسي، وعلى بعد عشرات الكيلومترات من الكويت قام تنظيم «داعش» بهجوم انتحاري داخل الأراضي السعودية في بلدة جديدة عرعر الحدودية مع العراق مما أدى لمقتل قائد حرس حدود المنطقة الشمالية في السعودية، واعتبرت مصادر عسكرية عراقية أن الهدف من هذه العملية هو تغطية عملية تسلل لمقاتلين من العراق إلى السعودي.
وبصرف النظر عن مدى دقة هذه التفاصيل، فإن العملية تعني أن تنظيم «داعش» يصوب أسلحته، الآن، نحو الأراضي السعودية، بعد قرار الرياض بفتح سفارتها في بغداد، كما يعني ذلك أن أي تحرك عسكري أو سياسي أو حتى دبلوماسي في هذه المنطقة يولد، حاليا، انعكاسات فورية وعنيفة.
المملكة بحاجة، إذا، إلى دعم حقيقي، ولم يعد خطر الإرهاب الذي تتعرض له يقتصر على بعض المجموعات التي تحاول القيام باعتداءات إرهابية هنا وهناك، وإنما أصبحت المواجهة مع تنظيم يسيطر بالفعل على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
الرئيس السيسي الذي وصل إلى الكويت غداة العملية، كان قد وعد الدول الشقيقة بدعم عسكري، عند الحاجة، قائلا "مسافة السكة"، ويبدو أن هذه الكلمات وجدت آذانا خليجية صاغية كما يبدو من حديث مرزوق على الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي مع الوفد الإعلامي المصري، حيث قال "نحن الآن في حاجة إلى تشكيل محور خليجي مصري، كرسالة للعالم بأننا قوة عسكرية واقتصادية وفكرية في المنطقة، وأعتقد أنه سيكون المحور الأقوى في المنطقة ويوجه رسالة يفهمها الجميع".
وإذا كان الغانم يعني مصر بالقوة العسكرية والخليج بالقوة الاقتصادية، يبقى السؤال عن هوية القوة الفكرية ؟
سؤال آخر يتعلق بالجبهات المختلفة للحرب ضد الإرهاب، وإذا كانت القاهرة تريد توجيه نيرانها الأساسية، اليوم، إلى جبهة الإرهاب في ليبيا، نظرا لارتباطها المباشر بالأمن القومي المصري فإن الأمن القومي المصري مرتبط أيضا وبصورة مباشرة بمليارات الدعم الاقتصادي الخليجية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك