خبر وتحليل

هل تنجح فرنسا في ترتيب البيت السني في العراق؟

نشرت في:

يتحدث الكثيرون عن إعادة خلط الأوراق ورسم الخرائط في المنطقة، فهل يشمل خلط الأوراق وإعادة ترتيب التوازنات اللاعبين الغربيين في الشرق الأوسط؟

الرئيس الفرنسي خلال زيارته للرياض 04-05-2015 ( الصورة من رويترز)
إعلان

 

القمة الأمريكية الخليجية في كامب ديفيد، قمة مجلس التعاون الخليجي، عاصفة الحزم، حملة التحالف الدولي في سوريا والعراق ... الخ من التحركات الدولية والإقليمية سواء الدبلوماسية أو العسكرية. في كافة هذه الأحداث نجد تنظيم داعش قاسما مشتركا، بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
 
هذا التنظيم المتمركز في نقاط سياسية وجغرافية، تتشابك عندها الخيوط بصورة شديدة التعقيد، حيث يسيطر على أراض في كل من العراق وسوريا، ومن المفترض أنه يتلقى ضربات في العراق من السعودية والخليج والتحالف الدولي، بينما تبدو مواقعه الأساسية في سوريا أكثر أمنا سواء من جانب الأطراف سابقة الذكر أو من جانب النظام السوري.
 
وترى مصادر دبلوماسية غربية أن الحرب على تنظيم داعش في العراق تبدو غريبة الشكل، إن لم نقل إعلامية أكثر منها عسكرية، ذلك إن الضربات التي يتلقاها، لا يبدو أنها تستهدف القضاء عليه. وهنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن انزعاج الرياض من هذا التنظيم يثير ارتياح طهران في ظل عاصفة الحزم، كما يزداد ارتياح الجمهورية الإسلامية أمام الدور الذي يلعبه، ويؤدي عمليا، إلى تفتيت صفوف السنة في العراق، وتشتيت المعارضة لنظام الأسد في سوريا. أما الولايات المتحدة التي تعاني علاقاتها مع السعودية من خلافات، فإنها قد ترى في تنظيم داعش عنصر ضغط على الأطراف الإقليمية المختلفة، وخصوصا السعودية.
 
الفرنسيون بدءوا بالحديث عن دور إقليمي جديد لهم، انطلاقا من موقف قوي إلى جانب المعارضة ضد نظام الأسد في سوريا، وتمكنوا في الوقت ذاته، في العراق من الحفاظ على قنوات الاتصال مع أغلب الأطراف، أضف إلى ذلك أن تطوير الخليجيين للعلاقات معهم يشكل رسائل الاستياء السعودية للبيت الأبيض.
 
ويرى البعض أن السلسلة الضخمة والمتلاحقة من صفقات طائرة رافال، بأموال خليجية، قد تكون إحدى ثمار هذه الدبلوماسية التي تحاول أن تلعب دورا أكثر تطورا على مستوى المعسكر السني المقسم في العراق. فلم يعد سرا أن فرنسا تلعب دور وسيط بين الفرق السنية المختلفة في هذا البلد، وأنه من الممكن أن تنظم محادثات ولقاءات لهذه الفرق خارج العراق، ولما لا على الأراضي الفرنسية، لخلق توازن حقيقي على الساحة السياسية العراقية يحد من نفوذ تنظيم داعش ويمكن أن يساهم في إعادة الاستقرار.
 
قد لا تنجح هذه الجهود الفرنسية دون مساعدة من القوى التي تورّد الدعم والسلاح للأطراف العراقية المختلفة، ولكن الفرنسيين يقولون "إننا نحاول، على الأقل" وربما يفكرون، دون أن يقولوا، أنها وسيلة جيدة لاستعادة بعض من نفوذهم في المنطقة.
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى
  • Image carrée
    06/06/2023 02:43
  • Image carrée
    05/06/2023 02:33
  • Image carrée
    04/06/2023 03:07
  • Image carrée
    02/06/2023 02:47
  • Image carrée
    01/06/2023 02:42