يتغير المشهد السياسي في أوروبا وتبرز قوى صاعدة وتتركز معادلات جديدة نتيجة الانتخابات التي جرت في أكثر من يلد منذ عام من الزمن وحملت في طياتها المفاجآت والهزات وأبرزها من دون شك انتصار حزب سيريزا اليساري الراديكالي في اليونان.
كما في أثينا التي حكمها الكولونيلات سابقا والتي فضلت اليسار المتشدد، ها هي مدينة متوسطية اخرى برشلونة الاسبانية التي كانت تئن تحت حكم فرانكو، تختار أيضا في الانتخابات البلدية و الإقليمية في الأسبوع الماضي حزب بوديموس اليساري المعادي للتقشف.
إنه إذا يسار جديد يرتسم في إسبانيا مع بوديموس ( أي اننا نستطيع) وحركة مواطنون التي برزت في مدريد .. مع هذين التشكيلين الشبابيين والتي تتزعمهما نساء إن في مدريد او برشلونة، نشهد انقلابا على الثنائية التقليدية المتبلورة منذ تنحي الغوديللو فرانكو ما بين الحزب الشعبي اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي ماريانو راجوا والحزب الاشتراكي . واللافت أيضا أن هذا اليسار الجديد المعادي للتقشف ولتقليص دور الدولة يتقدم بقوة على حساب القوميين الكاتالون في برشلونة أو على حساب قوميي الباسك، والجديد أيضا انه على خلاف اليمين المتشدد في فرنسا أو المملكة المتحدة ليس هناك من عداء للأجانب أو المهاجرين وتحميلهم مسؤولية التدهور الاقتصادي.
على مسافة ستة أشهر من الانتخابات التشريعية، تحيا اسبانيا تغييرات عميقة تعدل بشكل عميق التوازنات الوطنية والجهوية في هذا البلد الفيديرالي حيث أن اللامركزية الواسعة تمنح حكما ذاتيا للمناطق والأقاليم. أتى الإنذار الأول خلال الانتخابات الأوروبية عام 2014 ولم يتنبه لمغزاه رئيس الحكومة والطبقة السياسية، فإذ بالناخبين يوجهون رسالة أوضح يوم الأحد الماضي كي يفهم الجميع أن ما تفرزه صناديق الاقتراع ليس مجرد تعبير عن مزاج عكر أو عابر، بل إشارة إلى تغير في اتجاهات الرأي العام في أكثر من بلد أوروبي كما لاحظنا مع انهيار حزب العمال في بريطانيا أو وصول رئيس محافط في بولونيا.
في المحصلة العامة اليسار الجديد في أسبانيا وأشباهه في اليونان وغيرها، أو أنداده اليمينيون المتشددون في اكثر من مكان يشكلون التعبير الحي عن احتجاج عميق على النظام السياسي القديم والتقليدي .إنه الغضب والصراخ عبر صندوق الاقتراع.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك