نجح الوسيط الأممي في اليمن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في إقناع الأطراف اليمنية المتصارعة على الالتقاء في جنيف والمشاركة في محدثات سلام ستجري مبدئيا في الرابع عشر من هذا الشهر تحت إشراف الأمم المتحدة.
إعلان
لماذا أصبحت طريق جنيف معبدة بوجه فرقاء النزاع اليمني ومن يقف وراءهم فيما أحجم الفرقاء أنفسهم عن الالتقاء في جنيف كما كان مقررا منذ أسبوعين ؟
من الواضح أن الآمال التي كانت تعلقها المملكة العربية السعودية على طائرات التحالف الذي تقوده وقدرتها من خلال القصف الجوي العنيف على حسم المعركة بالسرعة المطلوبة لم يتحقق رغم مرور شهر ونصف الشهر على انطلاق عاصفة الحزم. كما أن التعويل على إخراج ميليشيات أنصار الله الحوثية والقوات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من عدن وعودة الرئيس عبد ربه منصور هادي للإقامة فيها، لم يتحقق في ظل استمرار القتال كرا وفرا في عدن وعلى امتداد المحافظات اليمنية.
بالمقابل تبين للحوثيين ولحلفائهم من أنصار الرئيس السابق أنهم اعجز عن تثمير انقلابهم على الشرعية وبسط سيطرتهم على كافة الأراضي اليمنية رغم الدعم السياسي والتسليحي الذي يتلقوه من إيران إضافة لأعداد غير معروفة من المستشارين العسكريين الإيرانيين ومن حزب الله كما تؤكد الأوساط المحيطة بالرئيس عبد ربه هادي منصور..
هذه الوقائع وضعها الأمريكيون أمام الوفد الحوثي الذي التقوه مؤخرا في مسقط بمعرفة السلطات السعودية بالطبع وبتسهيل من الدبلوماسية العمانية التي تؤدي ومن وراء الكواليس دور الوسيط بين الرياض وطهران ..
بعد شهر ونصف الشهر تقريبا من القصف الجوي والصاروخي العنيف الذي أوقع آلاف القتلى خاصة من بين المدنيين ، وبعد أن تبادل المسلحون المتقاتلون السيطرة على أحياء سكنية ومواقع عسكرية دون أن يتمكن أي طرف من الاحتفاظ بها، يبدو الحسم العسكري مستبعدا أن لم يكن مستحيلا.
ومن هذا المنطلق يأمل اليمنيون أن تسفر مشاورات جنيف عن تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار يسمح لهم بالتقاط الأنفاس بينما يأمل الوسيط الأممي إسماعيل بن الشيخ ومن ورائه المجتمع الدولي أن يشكل لقاء جنيف منطلقا لعودة الأطراف اليمنية كافة إلى طاولة الحوار للاتفاق على عملية سياسية تعيد بناء يمن موحد بمشاركة جميع مكوناته القبلية والسياسية والمذهبية بعيدا عن الإقصاء والاستئثار.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك