وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيكون ثاني شخصية غربية رفيعة المستوى تزور الجمهورية الإسلامية بعد التوقيع على الاتفاق النووي، إلا أن مهمته لن تكون سهلة وفقا بعض الرسائل والإشارات القادمة من طهران.
إعلان
عشية وصوله إلى طهران، يواجه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حملة انتقادات شديدة، وذهب الأمر حتى أن عشرة نواب إيرانيين طالبوا وزير الخارجية محمد جواد ظريف عدم السماح بزيارة فابيوس.
يجب القول أن التيار المحافظ في السلطة هو الذي يقف وراء هذه الحملة، حتى أن بعضهم عاد إلى حقبة الثمانينات ليذكر بفضيحة الدم الملوث الذي استوردته إيران من فرنسا وأدى لإصابة ووفاة مئات الإيرانيين، وكان لوران فابيوس رئيسا للحكومة في ذلك الوقت، ولكن القضاء الفرنسي برأه في هذه القضية.
المحافظون يتحدثون أيضا عن الدعم الفرنسي للعراق في سنوات الحرب الإيرانية العراقية، ولكن القضية الرئيسية التي تثير غضب الإيرانيين تتعلق بالموقف الفرنسي أثناء المفاوضات حول الملف النووي وأثناء مرحلة العقوبات الاقتصادية، إذ كانت فرنسا من أوائل الدول التي طبقت العقوبات الدولية والأوروبية على الجمهورية الإسلامية بصورة دقيقة ومحددة، مما إلى انهيار حجم التبادل التجاري بين البلدين من أربعة مليارات دولار عام ألفين وأربعة إلى خمسمائة مليون دولار عام ألفين وثلاثة عشر.
أثناء المفاوضات، تبنى الفرنسيون الموقف الأكثر قسوة، وكان لوزير الخارجية فابيوس مواقف متشددة، حتى أن الإيرانيين أطلقوا عليه لقب "الرجل الحديدي"، وبعض مواقف الخارجية الفرنسية أثناء المحادثات أثارت صدمات كبيرة في طهران.
في جانب آخر، جانب شركاء فرنسا الغربيين في هذه المفاوضات، لم تكن المواقف بهذه القوة وهذا الاندفاع، وأصبح واضحا أن الأمريكيين كانوا يتفاوضون في الوقت ذاته على نصيب شركاتهم في السوق الإيرانية التي ستفتح أبوابها أمام العالم.
والألمان سارعوا غداة التوقيع على إرسال وزير الاقتصاد ونائب المستشارة الألمانية على رأس وفد رفيع المستوى إلى طهران.
المؤكد أننا نشهد سباقا قويا من الحكومات والشركات الغربية نحو سوق يضم ثمانين مليون نسمة، ولكن مرحلة العقوبات والحصار شهدت دخول أطراف أخرى، مثل الهند، الصين وروسيا، واحتلالها للشبكات التجارية في هذا البلد، والمؤكد أيضا أن الأمريكيين والألمان، الذين كانوا يفاوضون الإيرانيين وهم يفكرون في مرحلة ما بعد الاتفاق، سيحصلون على نصيب كبير في هذه الكعكة.
وبالتالي فإن مهمة فابيوس ليست بالسهلة، إذ لم يبق أمام الفرنسيين إلا ورقة واحدة تتعلق بعلاقة تاريخية تربطهم بهذا البلد وفهمهم العميق للعقلية والثقافة الإيرانية، وهي معايير قد لا تزن ثقيلا في موازين سوق الليبرالية المنفلتة، ولكنها قد تثير اهتمام رجال البازار الإيراني.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك