مأساة حجاج منى، وحرب الأرقام السعودية ـ الإيرانية
نشرت في: آخر تحديث:
الحادث ـ المأساة الذي ذهب ضحيته الحجاج في منى بالسعودية حوله الطرفان السعودي والإيراني إلى حلقة جديدة في الصراع الدائر بينهما.
حرب تتصاعد شيئا فشيئا بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية، حرب التصريحات وحرب الأرقام الخاصة بحصيلة القتلى في مأساة التدافع في منى بالقرب من مكة.
آخر حصيلة أعلنتها منظمة الحج والزيارة الإيرانية وتؤكد أن عدد القتلى من الحجاج الإيرانيين ارتفع إلى 464 قتيلا، بعد أن كان الرقم السابق لا يتجاوز 240 قتيلا إيرانيا.
هذا الحادث المأساة الذي حمله الطرفان أقوى أزمات المنطقة، تحول، بالتالي إلى ملف سياسي شديد الأهمية.
الإيرانيون يؤكدون أن إجمالي عدد القتلى يصل إلى خمسة آلاف، وأن المملكة تريد إخفاء الحصيلة الحقيقية، وأنه لم يعد من حق السعودية الإشراف على مناسك الحج، لعجزها عن توفير شروط الأمن اللازمة لتجمع يضم الملايين من الحجاج.
السعوديون لم يغيروا حصيلتهم الأولى والتي تتحدث عن 769 قتيلا، وتتهم وسائل الإعلام القريبة من المملكة إيران بإرسال حجاج كانت مهمتهم إثارة هذا التدافع لتخريب الحج والإساءة إلى سمعة المملكة، ويتحدث البعض عن قيام هؤلاء الحجاج بنشر غازات سامة هي التي أدت إلى ارتفاع عدد القتلى. وبعد أسبوع من الكارثة أعلنت السعودية عن ضبط زورق إيراني يحمل أسلحة للحوثيين.
في نهاية الأمر، تراجعت مأساة الحجاج القتلى والمسئولية عن هذه الكارثة بعيدا عن دائرة الضوء، وأصبحت القضية الرئيسية هي ميدان الصراع الجديد بين السعودية وإيران، وانحياز الآخرين لهذا الطرف أو ذاك.
السؤال الرئيسي يتعلق بنتائج التحقيق، وهل تعتزم سلطات المملكة، كما تتهمها إيران، إخفاء حصيلة القتلى الحقيقية معتمدة في ذلك على عادة دفن الحجاج المتوفين في الأراضي السعودية ؟
احتمال ربما كان الدافع الرئيسي لمطالبة الجمهورية الإسلامية باستعادة جثامين كافة الحجاج الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم على الأراضي السعودية.
تحولت المأساة، إذا، إلى مجرد حلقة جديدة من الصراع بين الرياض وطهران، في اللحظة التي تشهد، فيها، الأزمة السورية انقلاب الموازين مع الاقتحام الروسي القوي لهذا الصراع، بصورة يرى فيها المعسكر المعادي لنظام بشار الأسد، دعما لهذا النظام، وبالتالي، دعما لتحركات ولمواقف ولنوايا إيران التي وصفها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، منذ أيام في نيويورك، بأنها جزء من المشكلة السورية ولا تستطيع أن تكون جزء من الحل.
ويبقى السؤال في كافة العواصم الإسلامية، هل كانوا مئات أم آلاف، أولئك الذين لن يعودوا إلى بلادهم ؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك