لم يكن إعلان الوزير الأسبق والنائب سليمان فرنجية ترشيح نفسه رسميا لمنصب رئيس الجمهورية في لبنان مفاجئا. فسعي زعيم تيار "المردة" لتبؤ المنصب الممنوح للطائفة المارونية منذ استقلال لبنان بدا جديا منذ لقائه في باريس قبل اقل من شهر، بسعد الحريري زعيم تيار المستقبل اكبر ممثل للسنة شركاء الموارنة في صيغة العام 1943.
إعلان
لقد أوضح سليمان فرنجية جملة أمور لم تكن قابلة للبحث قبل إعلان الترشيح . فالزعيم الماروني ونجل الرئيس الأسبق للجمهورية تمايز عن حلفائه في قوى 8 من آذار بمجرد قبوله الترشح متجاوزا العماد ميشال عون ودعم حزب الله المطلق له .
ابتعد سليمان فرنجية نصف خطوة عن حلفائه بتحديد ضوابط وطنية انطلاقا من موقعه كرئيس لكل اللبنانيين في حال انتخب. وهكذا لن تؤثر علاقته الشخصية بال الأسد في سوريا على مواقفه التي تحفظ مصلحة لبنان وشعبه أولا ولن يتصرف كركن من قوى الثامن من آذار ولم يخون خصمه السياسي السابق سعد الحريري بعدما أدت التسوية الرئاسية إلى تناغم وانسجام بينهما
لقد أدى ترشح سليمان فرنجية إلى إعادة خلط أوراق على الساحة السياسية في لبنان المحكومة منذ عشر سنوات على الأقل بانقسام عامودي بين فريقين الأول هو فريق الثامن من آذار والثاني هو فريق الرابع عشر من آذار .
ما يفصل بين الفريقين خيار استراتيجي متضارب تماما بين قوى هي 8 من آذار تريد أن تلتحق بمحور الممانعة الذي إنشاءه الرئيس الإيراني السابق احمدي نجاد مع الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ، والفريق الثاني وهو 14 من آذار لديه خيار فصل لبنان عن المحور السوري وعن النفوذ الإيراني المتمثل بحزب الله واعتمد شعار لبنان أولا .
لقد أطلق سعد الحريري مبادرات التي شكلت الضربة الثانية لقوى 8 آذار إذ أدى تبنيه ترشيح سليمان فرنجية إلى شق صف هذه القوى التي أصبح لها مرشحان وانقسمت حول من تؤيد .
قيل إن الحريري الذي وعد سابقا ميشال عون بدعم ترشيحه نكث أيضا بوعده لسمير جعجع مرشح 14 آذار والركن المسيحي الأساسي في قوى 14 آذار ، وقدم تنازلا لخصوم هذه القوى مجانيا أو بالأحرى لم يحصل إلا على تسوية بحصوله على رئاسة الحكومة مقابلة دعمه فرنجية.
سعد الحريري زعيم سني لا غنى للبنان عنه للسير في أي حل لازمته السياسية ولترسيخ كيان الدولة، وسعد الحريري زعيم سني لا غنى عنه لترجيح كفة الاعتدال في لبنان وبالتالي فهو اكبر من تسوية تمنحه منصب رئيس حكومة لان ارثه السياسي ودوره اكبر من أي منصب انه حاجة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك