تستقطب الزيارة التي يقوم بها إلى فرنسا الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الكثير من الأضواء الإعلامية والسياسية وتشد بقوة اهتمام المعلقين . فلأول مرة يرفرف العلم الكوبي على جادة الشانزلزيه ولأول منذ 21 سنة يزور رئيس كوبي فرنسا .
إعلان
هي زيارة تاريخية لأنها تأتي لتكرس انفتاح المجموعة الدولية على كوبا بعد المصالحة التاريخية التي دشنها الرئيس الأمريكي براك أوباما مع هافانا بعد قطيعة وعزلة دولية دامت عقودا طويلة.
اختيار فرنسا لتدشين هذه الانفتاح الدولي ليس بريئا سياسيا.. فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان أول الزعماء الغربيين الذين وطأت أقدامهم كوبا منذ اندلاع الثورة الكوبية التي أطاحت بنظام باتيستا عام 1959 من القرن الماضي، وبعد رفع الحصار الدولي على هذا البلد الشيوعي في شهر ديسمبر عام 2014.
وقد تطوع فرنسوا هولاند وقتها أن يساعد كوبا في عملية تطبيع علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع المجموعتين الدولية ..فرنسا قامت في هذا الإطار بخطوة قوية عملت على إعادة هيكلة ديون كوبا لدى نادي باريس وتخلت عن بعض ديونها الخاصة وحولت الحصة الباقية إلى استثمارات.
هي زيارة سياسية بامتياز لكنها تملك أبعادا اقتصادية حيوية بالنسبة لفرنسا ...فهناك العديد من الشركات الفرنسية التي تستثمر في كوبا منها شركة "برنو ريكار" للمشروبات و"أكور" للسياحة و"بويك" للبناء و"ألكتيل" للاتصالات و"ألستوم" للطاقة.
وبالرغم من ذلك يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين 180 مليون دولار ويعتبر نسبيا ضعيفا بالمقارنة مع بعض الدول الأوروبية الأخرى.. وتنوي فرنسا استغلال حقبة الانفتاح التي تعيشها كوبا لتقوية حضورها الاقتصادي في هذا البلد..
زيارة راؤول كاسترو لباريس لها أبعادرمزية أيضا في خلال عشاء الدولة الذي ينظم على شرف الرئيس الكوبي في قصر الاليزيه فقد وجهت الدعوة إلى بعض رموز اليسارالمتطرف الفرنسي الذين عرفوا خلال تاريخهم النضالي بمعركتهم المستميتة من أجل إرغام الإدارة الأمريكية على رفع الحصار على كوبا كما وجهت الدعوة أيضا إلى مشاهير عالم الفن والاقتصاد الذين يريدون إطلاق مشاريع في كوبا تعطي زخما جديد لعلاقات هذا البلد مع العالم الخارجي ..
أما بالنسبة لفرنسا فتعول كثيرا على زيارة راؤول كاسترو إلى باريس، وتعتبرها مناسبة ثمينة وتاريخية لبلورة إستراتيجية جديدة اتجاه دول أمريكيا اللاتينية .
فرنسا تعتبر كوبا عنصرا حيويا في عملية إنعاش علاقاتها مع دول هذه القارة التي يستعد الرئيس هولاند بعض البلدان فيها نهاية هدا الشهرفي إطار جولة ستقوده من البيرو إلى الاوروغواي مرورا بالأرجنتين وذلك على خطى الجنرال ديغول الذي قام بجولة تاريخية في المنطقة عام 1964 من القرن الماضي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك