تطوي إيران وأوروبا صفحة الجفاء، فالواقعية السياسية تجعل الذاكرة قصيرة لأن إيران تريد فتح صفحة جديدة لتكريس دورها الإقليمي والدولي، ولأن العواصم الاوروبية تريد حصصها من الكعكة الإيرانية في زمن الهرولة نحو الالدورادو الجديد !
سعى روحاني البشوش وصاحب الكلام المنمق لتغيير صورة بلاده وبدأ ذلك في الفاتيكان عندما طلب إلى البابا فرنسيس ان يصلي لأجله، وفي روما لعب على لوحة الاغراء التجاري وبرز تملق الجانب الإيطالي في مسألة حجب ثماثيل الكابيتول عل ذلك يرضي إيران بلد الثمانين مليون مستهلك والذي تطمح ايطاليا لجعله شريكا اقتصاديا واعدا خاصة ان علاقتها السياسية مع طهران لم تعكرها أزمات تذكر. أما مع فرنسا التي رفضت ان تتخلى عن بروتوكول تقديم النبيذ في المآدب الرسمية كي لا يشكل ذلك سابقة وتنازلا، فقد لاحظ اكثر من مراقب انه مقابل روحاني الكاريزمي والمتودد بدا فرنسوا هولاند حذرا من هجمة السحر الروحانية.
بعد اتفاق فيينا ، تتجه الجمهورية الاسلامية نظريا للتخفيف من نفوذ ولاية الفقيه المطلق، وهناك في أوروبا من يفترض أن روحاني سيصبح " غورباتشوف" او " دينغ هسياو بنغ" إيراني، ولذا يتوجب الرهان عليه وفتح الأبواب امامه لكي تصبح إيران الشريك العتيد. بيد ان المحك على المدى المتوسط سيكون في قبول المرور من الثورة الى الدولة وانفاق المليارات التي سيتم تحصيلها على التنمية لشعب طال انتظاره وليس على المغامرات الخارجية .
على درب العودة السياسية الى أوروبا ،كانت المحطة الباريسية حيوية بالنسبة للجمهورية الإسلامية في مسألة إعادة بناء الثقة مع الغربيين ، خاصة ان بين البلدين ما صنع الحداد . ألم تكن باريس " "الشيطان الأصغر " حسب تصنيف الامام الخميني الذي استضافته فرنسا وانطلق منها قائدا للثورة، بيد أن . روحاني المنفتح على أوروبا يعلم علم اليقين ان مفاتيح القضاء ( الطلبات حول حقوق الإنسان ) والسياسة والاقتصاد ليست كلها بيده بل بيد المرشد وحرسه الثوري وان الثقة بوعوده وضماناته حذرة وتتطلب وضعها على محك الاختبار.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك