عدم استقبال أردوغان بحرارة في واشنطن لا يرقى إلى ما ينتظره المجتمع التركي من أوباما
نشرت في:
استمع
سعت الولايات المتحدة الأمريكية في الأشهر الأخيرة إلى الترويج لفكرة مفادها أن الإدارة الأمريكية غير راضية تماما عن السياسة التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد أكراد تركيا وسوريا وضد وسائل الإعلام وضد الجامعيين والمثقفين الأتراك الآخرين الذين يجدون صعوبة في تذكير الرئيس التركي بمبادئ دولة القانون.
بل إن الإدارة الأمريكية حرصت في الأيام الأخيرة على التركيز بشكل خاص على خبرين اثنين هما عدم استجابة الرئيس الأمريكي لطلبين اثنين ظل يلح عليهما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبيل زيارة الولايات الأمريكية من التاسع والعشرين من شهر مارس إلى الثاني من شهر أبريل عام 2016.
وهذان الطلبان هما لقاء خاص مع الرئيس أوباما على هامش القمة النووية الرابعة المنعقدة في واشنطن في اليوم الأخير من شهر مارس واليوم الأول من شهر أبريل ومشاركة الرئيس الأمريكي إلى جانب الرئيس التركي في تدشين مسجد بولاية ميريلاند الأمريكية مولت تركيا عملية بنائه.
وهناك اليوم انطباع لدى منظمات المجتمع المدني التركية بأن مساعي الإدارة الأمريكية إلى الترويج منذ أشهر إلى صورة يبدو بموجبها التحالف الأمريكي التركي الذي قام منذ الحرب العالمية الثانية على غير ما يرام بسبب التجاوزات العديدة التي تطال حقوق الإنسان في تركيا إنما هي من قبيل الدعاية ليس إلا.
وتذكر هذه المنظمات بأمرين ركز عليهما الرئيس الأمريكي كثيرا عندما استقبل عام 2013 في واشنطن الرئيس التركي بكثير من الحرارة والورود وهما أن تركيا تظل حليفا قويا تعول عليه الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط كلها وأن واشنطن تبارك مشروع المصالحة الداخلية مع الأكراد والذي كان الرئيس التركي قد بدأ فيه مع عبد الله أوجلان القابع في السجن علما أن هذا الأخير كان ولا يزال يردد أمام زائريه أن هذه المصالحة لبنة أساسية من لبنات الحكم الرشيد والديمقراطية لا في تركيا فحسب بل في منطقة الشرق الأوسط كلها لأن أكراد تركيا لا يريدون الانفصال عن الدولة التركية ولكنهم يريدون أن يعيشوا في بلد يتساوى فيه مواطنوه في الحقوق والواجبات أيا تكن انتماءاتهم السياسية والدينية والعرقية.
تذكر منظمات المجتمع المدني التركية اليوم أوباما بمناسبة زيارة الرئيس التركي إلى الولايات المتحدة أن الولايات المتحدة نسيت أو تناست مشروع المصالحة هذا للحفاظ على علاقتها الإستراتيجية مع تركيا. وتستدل على ذلك باكتفاء الإدارة الأمريكية منذ أشهر بالإعراب عن انشغالها وقلقها إزاء تضييق الحريات العامة والفردية أمام الصحافيين والمثقفين والزج بالكثير منهم في السجون لمجرد أنهم ينتقدون عمليات القصف التي تطال المنطقة الكردية التركية ووضع حزب العمال الكردستاني في تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا في سلة مخصصة لتنظيم " داعش " والحال أن الأكراد هم الذين وقفوا حتى الآن ضد هذا التنظيم بشكل ناجع برغم إمكاناتهم العسكرية المحدودة خلافا لما هي عليه الحال لدى الدولة التركية والدول الأخرى المشاركة في التحالف الدولي ضد هذا التنظيم.
كما تستدل منظمات حقوق الإنسان التركية في هذا السياق ببرنامج أردوغان الحافل باللقاءات مع رجال الأعمال والصناعيين الأمريكيين خلال زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ويقول مكتب الرئيس التركي الإعلامي إن أردوغان ينتظر منهم أن يستثمروا في تركيا أكثر بعد زيارته إلى الولايات المتحدة الاستثمار في مشاريع بقيمة تزيد عن مليار دولار. ولكن المنظمات الحقوقية التركية تقول بدورها إن جانبا هاما من هذه المشاريع يديرها أساسا مقربون من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأن الإدارة الأمريكية على علم بذلك.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك