في ظل التعتيم الكامل على فحوى التحقيقات التي يجريها القضاء البلجيكي مع صلاح عبد السلام احد المتهمين الرئيسيين باعتداءات باريس في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ، يبقى هاجس حصول اعتداءات إرهابية جديدة في دول أوروبا هما أساسيا للمعنيين بالشأنين الأمني والسياسي وانعكاسات ذلك على سياسة أوروبا في ما يتعلق بالهجرة
تتفق وجهات نظر عدة على أجواء الخوف هذه التفجيرات ستترك آثارها السلبية، وتعزز الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في أوروبا ولكن الجدل قائم حول السياسية الواجب إتباعها لمواجهة هذه الاخطار علما ان بعض الطروحات يناقض الجوهر القانوني للاتفاقات التي تنظم عمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي والمبادئ التي قام عليها هذا الاتحاد وتطور.
يبدو واضحا ان الضحية الاولى للاعتدءات الارهابية هي اتفاقية شينغن التى تؤمن حرية تنقل الاشخاص والبضائع . لقد عمدت دول عدة الى تعليق العمل موقتا ببعض بنود هذه الاتفاقية وطرحت مجددا فكرة اعادة النظر في الرقابة الحدودية بين الدول الأوروبية. ولعل ما قررته المفوضية الأوروبية في السابق بأن الرقابة والسيطرة الحدودية في منطقة شينغن سوف تُرفع بحلول نهاية عام 2016، أصبح صعب التحقيق ان لم نقل مستحيلا .
هذا الوضع المستجد دفع بعدد من الدول الى العمل على إعداد قوانين وتشريعات جديدة للأمن القومي، توقع مركز “ستراتفور” ان تندرج في إطار زيادة الرقابة والقيود على المقاتلين القادمين من الصراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز تبادل معلومات الاستخبارات مع دول الجوار.
تزداد مخاطر الإرهاب في ضؤ الوضع في ليبيا والتحذيرات المتكررة من ان يكون هذا البلد ساحة المعركة المقبلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات المتطرفة . وبالتالي يستوجب الموقع الجغرافي لليبيا اجراءات جديدة لمنع تسرب المسلحين المتطرفين الى اوروبا للقيام باعمال ارهابية ولمنع تدفق موجات جديدة من المهاجرين ، في وقت يواجه فيه الاتحاد الاوروبي صعوبات لتنفيذ الاتفاق مع تركيا حول المهاجرين .
لقد بدات انعكاسات هذا الوضع تضر بالاقتصاد الاوروبي بسبب تصنيف بعض بلدانها معرضة للخطر جراء المخاوف من عمليات ارهابية
- لقد بات الاتحاد الاوروبي اكثر تقبلا للانخراط بفاعلية اكبر في الحرب على الارهاب في ضؤ المخاطر المحدقة وبعدما ادى التدخل الروسي في سوريا والتفاهمات بين موسكو وواشنطن الى خلق واقع جديد لا بد ان تتفاعل معه اوروبا في مواجهة الاستحقاقات الاتية .
من هذه الاستحقاقات اعادة تكوين النسيج الاجتماعي الذي قد يتعرض للاهتزاز بفعل الدعاية الاعلامية – للتنظيمات المتطرفة التي استطاعت تجنيد أوروبيين بينما تتنامي مشاعر العداء للاسلام في بعض الدول الاوروبية التي تشهد صعود الأحزاب اليمنية المتطرفة.
من هنا فان اوروبا امام احد خيارين اما العمل بمبدا ان افضل رد على التهديد الإرهابي هو الحفاظ على الهدوء او اعتماد الضربات الوقائية على غرار ما فعل جورج بوش الابن ولاقى حينها انتقادات جمة
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك