حركة "السير قدما" أطلقت في فرنسا يوم السادس من شهر أبريل - نيسان الجاري. ويقف وراءها وزير الاقتصاد الحالي إمانويل ماكرون الذي كان موظفا ثم مصرفيا قبل أن يصبح مستشارا اقتصاديا للرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند ويعين وزيرا للاقتصاد عام 2014.
إعلان
وقد ألح الوزير الفرنسي عند إطلاق هذه الحركة على وصفها بأنها ليست يمينية ولا يسارية وأنها مفتوحة أمام الجميع حتى أولئك الذي ينتمون إلى أحزاب سياسية يمينية أو يسارية.
أما حركة "واقفي الليل"، فإنها ولدت في باريس في نهاية شهر مارس-آذار الماضي وانتقلت لاحقا إلى مدن فرنسية أخرى في شكل تجمع ليلي شارك فيه في البداية أساسا شباب من التلاميذ والطلبة.
واتسعت دائرة المشاركين في هذا التجمع الليلي، فأصبحت تضم كل ليلة عينة تمثل عموما الشباب والمثقفين والعاطلين عن العمل والمتقاعدين والذين يرددون في الخفاء والعلن أن الأحزاب ومؤسسات الحكم الحالي على الصعيدين الوطني والمحلي غير قادرة على الاستجابة إلى مطالب المواطنين الفرنسيين.
وتنطبق هذه الملاحظة على جزء هام من المنتمين إلى حركة " السير قدما" والتي أطلقها وزير الاقتصاد.
وحتى يتسنى إدراك أهمية هاتين المبادرتين اللتين أصبحتا تحتلان جزءا هاما في النقاش السياسي والإعلامي ومعرفة دورهما الافتراضي أو الفعلي في رسم الخارطة السياسية الفرنسية على المدين القريب والمتوسط على الأقل، لابد من تقديم فكرة عن السياق السياسي الفرنسي الذي انطلقت منه المبادرتان.
وأهم ما يطبع هذا السياق توجه عام في فرنسا تؤكده يوما بعد آخر عمليات استطلاع الرأي ويتجلى عبر احتداد أزمة انعدام ثقة المواطن الفرنسي بالأحزاب اليمينية واليسارية التقليدية مما يساعد على نمو اليمين المتطرف وعبر رغبة ملحة لدى ناخبي اليمين واليسار في ألا تبقي صناديق الاقتراع في أعقاب الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري عام 2017 على الرئيس الحالي فرانسوا هولاند وفي ألا تعيد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وفي سكب دم جديد في هذه المؤسسات.
بل إن انعدام ثقة المواطن الفرنسي بأطر الطبقة السياسية الحالية برمتها وبآلية عمل المؤسسات السياسية الفرنسية كانا عاملين هامين من عوامل بروز حركة "السير قدما" وحركة "واقفي الليل" في هذا الظرف السياسي الفرنسي الصعب.
ومن أهم الانتقادات الموجهة لحركة "السير" قدما أن وزير الاقتصاد الحالي مطلقها يستغل هذا الظرف لفرض نفسه بعد 2017 باعتباره زعيما سياسيا لا وزيرا سابقا.
أما حركة "واقفي الليل" فمن أهم الانتقادات الموجة إليها أنها عملية يريد من ورائها أصحابها "الدردشة المباشرة"والإفلات لبعض الوقت من "الثرثرة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك فإن من أهم دروس التجربتين أيا يكن مستقبلهما أن كثيرا من الفرنسيين يرغبون اليوم في فتح جسور حقيقية لا افتراضية بين اليمين واليسار لإيجاد لقاح ينشط الدورة الاقتصادية ولا يدوس على الاعتبارات الاجتماعية وفي أن يكونوا طرفا فاعلا في إقامة هذه الجسور.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك