قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعزل رئيس الديوان سيرغي ايفانوف، وأعلن الكرملين في بيان على موقعه الالكتروني يوم الجمعة ١٢ آب / أغسطس عن تكليف نائب رئيس الديوان انطون فاينو بمهام رئاسة هذا المنصب الاستراتيجي في الحكم الروسي.
يشكّل استغناء القيصر الجديد عن حليفه القديم سيرغي ايفانوف منعطفا يؤكد التحول الكبير في طبيعة النظام، إذ لم يعد بوتين كما كان الأمر في الحقبة السّوفياتية الأمين العام للحزب والناطق الرسمي أو الواجهة للتركيبة المعقدة المؤلفة من أجهزة الأمن والمجمع العسكري والمجموعات المتنافسة في الكرملين وقطاع الأعمال والشبكات الموازية ، بل تحول بوتين إلى الرقم واحد على كل الأصعدة وغدا النظام أحاديا وشخصيا .
ليس هناك من مكان للرجال الأقوياء إذا .. ايفانوف الذي كان من الحلقة الأولى حول بوتين منذ أيام الكي جي بي ، والذي كان المساعد الأول له حينما تولى الرئيس الروسي الحالي منصب رئيس جهاز الاستخبارات الروسية في عام ١٩٩٨، أصبح منذ ثلاثة أيام رقما منسيا ومجرد ممثل للرئيس في شؤون البيئة والنقل. ايفانوف كان رقما صعبا شغل منصب رئاسة الديوان منذ أربع سنوات وكان قبل ذلك وزيرا للدفاع بين ٢٠٠١ و ٢٠٠٧، وبعد ذلك نائبا لرئيس الوزراء .
وفي شهر تموز يوليو الماضي أكمل فلاديمير بوتين بسط قبضته الحديدية عبر تعيين محافظين جدد وقيادات جديدة في الأقاليم والمناطق ، وحسب المراقبين تدل هذه التطورات على وجود توتر وانقسامات داخل دوائر الحكم الروسي تعززت بسبب تداعيات تراجع سعر الروبل والأزمة الاقتصادية الحادة.
تترافق الهزة داخل الكرملين مع عودة اختبار القوة ازاء شبه جزيرة القرم واوكرانيا . حسب الرواية الروسية تسللت مجموعات مدعومة من أوكرانيا إلى شمال القرم لضرب السياحة وسقط جنديان روسيان، وتتهم موسكو واشنطن بتحريك أوكرانيا بعد اعلان بوتين الانسحاب من رباعية النورماندي التي كانت تتابع الصراع بين أذربيجان وأرمينيا. في المقابل تتهم كييف روسيا بنشر منظومات صاروخية جديدة ولذلك نشرت قوات إضافية لحماية أراضيها.
ظن البعض أن الأمر استتب للقيصر الجديد في صعود نجمه العالمي خاصة بعد مجيء أردوغان لعنده وإعادة الوصل معه. لكن إقصاء ايفانوف وعودة التوتر في الملف الأوكراني يدللان على ان الأمور غير محسومة لصالح سيد الكرملين
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك