خبر وتحليل

تحول تحالفات أردوغان الجيوستراتيجية

نشرت في:

تشهد الدبلوماسية التركية تحولات لافتة في المدة الأخيرة قد تقطع مع السياسة التي كانت متبعة لمدة قريبة. فقد تتالت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتوترة تجاه البلدان الغربية خاصة بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائهما في سان بطرسبرغ (رويترز)
إعلان

فكان موضوعها الأساسي مع أوروبا إمكانية عودة العمل بحكم الإعدام كما يريد الرئيس التركي، بالإضافة إلى مسألة احترام القانون فيما يتعلق بمتابعة أنصار المعارض غولن والتي اتخذت شكل العقاب الجماعي. أما مع الولايات المتحدة فالموضوع ربما أكثر حساسية باعتبار واشنطن توفر اللجوء السياسي لمن يعتبره أردغان العقل المدبر للمحاولة الانقلابية. وذهب زعيم حزب العدالة والتنمية أبعد من ذلك باعتبار واشنطن راعية للإرهاب من خلال رفضها تسليم غولن.

مقابل هذا التوتر الذي أصبح عنوان علاقاته بالغرب، توجه أردوغان شرقا واعدا بفتح صفحة جديدة مع خصوم الأمس. كانت زيارته إلى روسيا خطوة جريئة بعد توتر وصل أشده على إثر إسقاط سلاح الجو التركي للمقاتلة الروسية. كما مثل استقبال وزير الخارجية الإيراني خلال الأسبوع المنقضي بداية تحول في العلاقات الثنائية المتوترة منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات. تعد هاتان الزيارتان بمثابة تحول بالنظر إلى طبيعة الخلافات الجوهرية التي تشق هذه الدول الثلاث حول الأزمة السورية. ففي الوقت الذي كانت تسعى فيه أنقرة إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد كانت طهران وموسكو تشاركان في المعارك مباشرة إلى جانب القوات النظامية السورية.

ما هي خلفيات هذه التحولات؟
إذا كانت الأزمة السورية هي موضوع الخلاف الرئيس فيبدو أن أنقرة قد اقتنعت بعد تغير الأوضاع على الأرض بأنه من مصلحتها إغلاق هذا الملف نهائيا ولو تطلب الأمر بقاء بشار الأسد في السلطة. فكل مظهر من مظاهر عدم الاستقرار الٌإقليمي على خلفية الهويات المحلية الطائفية أو العرقية لا يساعد الاستقرار في مجتمع تركي يعاني بدوره من تنوع غير مؤطر بعد بشكل كافي كما تدل عليه المشكلة الكردية.

لكن أرضية التقارب بين أنقرة وموسكو وطهران قد تكون أوسع من مجرد التقاء حول مصالح سياسية ظرفية آنية. ذلك أن الأنظمة السياسية الثلاث تلتقي هيكليا في نفتطين أساسيتين. فتوجه أردوغان الحالي نحو الانفراد بالسلطة مستغلا خلفيات المحاولة الانقلابية يقربه أكثر من النظام الإيراني والروسي حيث تهيمن قوة سياسية وحيدة على المشهد السياسي. في هذا الإطار قد يمثل التقرب من طهران وموسكو ورقة مقايضة أمام أي ضغط غربي من أجل احترام الحريات في تركيا وهي نقطة الالتقاء الثانية.

عادل اللطيفي

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى