يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الأيام زيارة إلى شبه جزيرة القرم هي الخامسة له منذ ضمها إلى بلاده.
إعلان
زيارة لم يعلن عن مدتها وتشمل رئاسة بوتين اجتماعا لمجلس الأمن القومي، وذلك بعد أن ارتفعت حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا حول شبه الجزيرة هذه.
فقد اتهمت موسكو كييف بالسعي إلى زعزعة الاستقرار في القرم والتحضير لأعمال إرهابية فيها.
اتهامات رفضتها أوكرانيا وقامت باستنفار قواتها على طول خطوط التماس مع شبه الجزيرة.
زيارة بوتين هذه تؤكد مجددا للعالم وللغرب خاصة عشية عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة هذه المسالة، على أن موسكو باقية على موقفها الثابت والمتصلب. ذلك أن سيد الكرملين وإدارته السياسية والعسكرية مدعومة بنواب "الدوما" مصممون على بذل كل شيء للمحافظة على منفذ بلادهم الرئيسي على المياه الدافئة في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط عبر مرفأ سيباستوبول، بل إنها تعمل بلا كلل ولا ملل من اجل تعزيز أماكن وجود أساطيلها في المياه الدافئة – وهو مسعى قديم جديد منذ عهد القياصرة – ليس فقط في البحر الأسود بل وخاصة في المتوسط عبر سوريا ومصر، على امل الوصول أيضا إلى مياه المحيط الهندي الدافئة.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فمن نافلة القول التذكير بان شبه جزيرة القرم هي – تاريخيا- جزء من روسيا أهداه إلى أوكرانيا، بعد وفاة رئيس الاتحاد السوفييتي ستالين، خليفته خروتشيف، وهو من أصول أوكرانية، عام 1953. وأعاد إليه التتار الذين هجرهم منه ستالين إلى سيبيريا وأوزباكستان.
كما أن هذه الرقعة، التي تضم حوالي مليوني نسمة من أصول وأقليات عدة، تزخر بثروات طبيعية تثير أطماع الكثيرين، من أبرزها المعادن والفحم الحجري والنحاس والنفط والغاز.
وشبه الجزيرة هذه تضم احدى المدن التاريخية العالمية، وأعني يالطا التي تم فيها التوقيع على معاهدة فبراير عام 1945 المبرمة بين الرئيس الروسي ستالين والأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل عند نهاية الحرب الكونية الثانية.
كما أن بها- مثلما اسلفنا القول- مرفأ مدينة سيباستوبول وهو اهم مرفأ على البحر الأسود، والذي يرابط فيه الأسطول الروسي.
من هنا يرى المراقبون أن الخلاف الروسي الأوكراني بكل تشعباته ومكوناته سيضاف إلى القضايا الخلافية الكثيرة الأخرى في العالم التي يختلف حولها الغرب وروسيا والتي لا ينتظر أن تحل كغيرها في أمد قريب.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك