خبر وتحليل

هل يخوض التحالف الدولي معركة الموصل، قبل الإجابة على أسئلة أساسية؟

نشرت في:

ثماني طائرات رافال أقلعت، صباح يوم الجمعة، من حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي وصلت إلى شرق البحر المتوسط، والوجهة المعلنة لهذه الطائرات هي مدينة الموصل العراقية، دون تحديد ما إذا كانت مهمتها استطلاعية أم أن فرنسا بدأت بشن الغارات على مواقع تنظيم داعش في المدينة ومحيطها.

طائرة رافال الفرنسية خلال الإقلاع ( أرشيف)
إعلان
 
في كافة الأحوال، يجمع المحللون العسكريون أن وصول حاملة الطائرات الفرنسية إلى المنطقة، يعني إضافة ثلاثة آلاف عسكري فرنسي، والبدء بإرسال ثماني طائرات رافال، يشكل نقلة نوعية في تحرك فرنسا والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق، خصوصا مع تسارع الاستعدادات لعملية واسعة النطاق لانتزاع الموصل من أيدي التنظيم الجهادي المتطرف.
 
الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد أعلن، قبل أسبوع، أن العملية ستبدأ بصورة سريعة منبها إلى أن المعركة ستكون صعبة نظرا لأنها تتعلق بمحاولة استعادة مدينة كبيرة يتجاوز تعداد سكانها المليون نسمة.
 
رئيس الحكومة العراقية طالب، تمهيدا لهذه المعركة، بزيادة عدد المستشارين العسكريين الأمريكيين لدعم القوات العراقية التي ستتولى تحرير المدينة وهو الطلب الذي استجاب اليه أوباما معطيا موافقته لإرسال ٦٠٠ عسكري إضافي ليصل تعداد القوات الأمريكية في العراق إلى حوالي خمسة آلاف عسكري.
 
من الواضح أن البيت الأبيض يريد تحقيق ضربة سريعة وقاضية، إن أمكن، للتنظيم الجهادي المتطرف في العراق، وبالرغم من أن التحرك العسكري الأول في إطار معركة الموصل، كان فرنسيا، إلا أن تسريبات عديدة في باريس قبل أسبوع من إرسال طائرات الرافال إلى الموصل، كشفت عن خلاف تكتيكي في رؤية هذه المواجهة بين باريس وواشنطن.
 
أوباما يريد انتصارا سريعا في نهاية ولايته، يشكل في الوقت ذاته دعما لمرشحة حزبه هيلاري كلينتون أمام انتقادات منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
 
ولكن خيار انتصار سريع أو ضربة قاضية يثير قلقا كبيرا في كواليس السلطة في باريس، التي لا تريد انهيارا فوريا لتنظيم داعش، نظرا لان ذلك سيؤدي بالضرورة إلى عودة سريعة للآلاف من مقاتلي التنظيم الأوربيين إلى بلادهم، وانتقال جيش من الجهاديين المتطرفين إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبلدان أوروبية أخرى، بكل ما يعنيه هذا من تفجر لوضع أمني متوتر بالفعل، وهذه الأخطار لا تشغل بال قاطن البيت الأبيض لأنها بعيدة عنه.
 
السيناريو الفرنسي للقضاء على تنظيم داعش يقضي بان تكون العملية تدريجية بحيث يمكن استيعاب تداعيات انهيار مؤسسات التنظيم، سواء برصد مقاتليه الأوربيين واعتقالهم أو العثور على مكان اخر ينتقلون اليه.
 
أيضا يشكل مصير الموصل في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة هاجسا للفرنسيين، الذين يدركون تعقيد عملية لتحرير مدينة عراقية أغلبية سكانها من السنة على يد الأكراد والشيعة، قبل البحث عن إجابة للسؤال الكبير ... من سيدير الموصل بعد رحيل تنظيم الدولة الإسلامية؟

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية