يحبس اللبنانيون أنفاسهم بانتظار انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في الحادي والثلاثين من هذا الشهر. إنها الجلسة السادسة والاربعون بعد فشل متواصل منذ 25 مايو ايار 2014 و تمديد أزمة الحكم والفراغ الرئاسي في بلد تعود على تداول السلطة.
لماذا ستكون الجلسة القادمة أفضل من غيرها ويتأمن نصابها وذلك بعد صدور كلمة السر مما يدفع اخيرا ممثلي الأمة لتأدية واجبهم الطبيعي في الحضور إلى ساحة النجمة؟. أتت الحلحلة بوحي او من دون وحي أو ايحاء مع عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت وإعلان تأييده العماد ميشال عون في السباق الرئاسي بديلا عن مرشحه السابق النائب سليمان فرنجية.
وبما أن ميشال عون هو مرشح حزب الله الطبيعي، وأن سمير جعجع وسعد الحريري انحازا الى الخصم السابق، تبدو طريق بعبدا معبدة أمام الجنرال الذي شن انطلاقا منه حربي التحرير والالغاء في 1989 و 1990 وانتهت تلك المرحلة مع التدخل السوري في تشرين الأول 1990.
واليوم بعد منفى الاعوام الخمسة عشر في فرنسا وعشرية انتزاع موقع الزعيم المسيحي الأول والتفاهم التحالفي مع حزب الله، يأمل قائد الجيش السابق تحقيق حلمه التاريخي. بيد أن الامتار الأخيرة في الوصول الى بعبدا لا تزال تنتظر قرار حزب الله الحاسم إزاء تداعيات قرار حليفه الآخر في الثنائية الشيعية رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أشهر معارضته للجنرال لأنه أستهجن تركيب حل ليس هو بعرابه ..أما بالنسبة للمعارضات والاعتراضات الأخرى من داخل تيار المستقبل الى المستقلين أو الخائفين من نزعة عسكرية للرئيس العتيد او من تفاهمات فوقية، يندرج ذلك في اطار اللعبة الديمقراطية لكن الرئيس اذا انتخب ليس من الضروري أن يكون قد صنع في لبنان حصرا كما شرح بتفاؤل رئيس حزب القوات اللبنانية، لأن وصول أحد أركان معسكر 8 مارس آذار سابقا بعد تعطيل من صنع معسكره الداخلي والاقليمي، هو نتاج ميزان قوى إقليمي لصالح المعسكر الذي راهن عليه الجنرال ويبدو أن السيد سعد الحريري سلم بهذه النتيجة آملا ان يكون رئيس حكومة العهد .
بالرغم من حظوظ كبيرة لتحقيق السيناريو المرسوم، يتوجب عدم الاستهانة بعقبات اللحظة الأخيرة في بلد مثل لبنان. وفي حال انتخاب العماد عون تتأمن ديمومة الدولة، أما أزمة النظام وطبقته السياسية والحريق الاقليمي فهذه مسائل أخرى.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك