خبر وتحليل

تساؤلات حول استراتيجية فرانسوا هولاند

نشرت في:

يجمع المراقبون على طرح عدة علامات استفهام حول الاستراتيجية التي يتبعها فرنسوا هولاند عشية الإعلان عن قراره بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة. فهو لحد الساعة يبعث بإشارات متناقضة. المقربون منه يعطون الانطباع انه يهيئ نفسه لإعلان عن ترشحه لولاية ثانية عبر إطلاق عدة مبادرات إعلامية وسياسية.

فرانسوا هولاند (رويترز)
إعلان

 

بينما تشير اخر التطورات إلى أن فرنسوا هولاند ماض في طريق معاكس. اهم هذه المؤشرات صدور كتاب عند دار ستوك للنشر من توقيع صحافيين من جريدة لوموند بعنوان ليس للرئيس الحق في قول ذلك تضمن عدة مواقف وأسرار خاصة وتعليقات لافتة للرئيس هولاند حول عدة مواضيع انطلاقا من تقييمه لأداء العدالة في فرنسا مرورا بعالم السياسية والرياضة وحتى الكشف عن أسرار خاصة تطال علاقاته بالنساء من سيغولين روايل ومرورا بفاليري تريرفيالر وجولي كاييي.
 
المثير في إشكالية هذه الكتاب انه تمت كتابته بعد عشرات اللقاءات بين هولاند والصحافيين وانه تضمن أسرارا لا تخدم بشكل واضح سمعة فرانسوا هولاند وتساهم في الضرب في مصداقيته.
 
أصدقاء فرانسوا هولاند ومعارضوه يطرحون هذا السؤال: كيف وافق الرئيس هولاند على نشر مثل هذا الكتاب في هذه الظرفية الحساسة يتضمن أسرارا تنعكس سلبا على استراتيجيته؟ هل سقط هولاند في كمين أم يدخل هذا التحرك في إطار استراتيجيته احتلال الفضاء الإعلامي والسياسي الذي سيعلن بعده هولاند عن قراره الرئاسي المرتقب؟
 
وقد شكلت هذه التساؤلات مادة دسمة للجدل السياسي داخل عائلة اليسار الفرنسي التي تبحث حاليا عن قائد لها لخوض معركة الرئاسيات المقبلة. وفور صدور هذا الكتاب تولدت لدى هذه الأوساط قناعة انه سيكون من الصعب على فرنسوا هولاند التقدم لولاية ثانية بحكم أن هذا الكتاب يعد ضربة قاضية لصورة زعيم يصبو إلى ولاية ثانية. وقد عبر مقربون من فرنسوا هولاند عن شكوكهم في قدرة هذا القائد في تجنيد باقي مكونات اليسار حول اسمه لخوض سباق الرئاسية.
 
هذه الوضعية المثيرة تمخضت عن ظاهرتين أساسيتين. الأولى على يمين الخريطة السياسية الفرنسية إذ يتصرف مرشحو اليمين وكأن هولاند خارج اللعبة السياسية ولا يعتبروه أساسا كخصم قد يهدد حظوظهم في العودة إلى مقاليد السلطة. أما على يسار الخريطة فقد بدأت شخصيات يسارية كرئيس الحكومية مانويل فالس والوزير المستقيل إيمانويل ماكرون، أيقونات اليسار الساخط مثل ارونو مونتبور وبونوا هامون يهيئون أنفسهم لتقديم البديل في حال قرر فرانسوا هولاند التخلي عن ترشحه. قالها مرارا الرئيس الفرنسي ...لن يخوض غمار الرئاسيات إلا إذا كان متأكدا انه سيربح المعركة. استطلاعات الرأي توكد على تدني شعبيته والجدل حول ولعه المبالغ فيه باللقاءات مع الصحافيين والكشف عن أسرار ولايته لهم قد يكون قد اغلق نهائيا باب الولاية الثانية أمام فرانسوا هولاند.
 
 
 
 
 
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى