خبر وتحليل

نتائج استعادة الموصل شبيهة بخسارتها

نشرت في:

يجمع المعنيون بمعركة الموصل على أن التأثيرات السياسية والأمنية والاقتصادية التي ستاتي بها هذه المعركة هي اهم بكثير من استعادة المدينة من يد تنظيم الدولة الإسلامية كهدف بحد ذاته.

القوات الخاصة العراقية جنوب شرق الموصل يوم 20 -10-2016 (رويترز)
إعلان

تعتبر الموصل مع مدينة الرقة، مركزا من مركزي الثقل الرئيسيين لتنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا. من الموصل أعلن البغدادي قيام الخلافة الإسلامية وانطلقت قواته منها لتجتاح مناطق واسعة من أراض العراق.
 
وعلى نتيجة المعركة ستترتب التأثيرات المعنوية – السياسية لتنظيم الدولة الإسلامية.
والموصل تحظى بموقع استراتيجي أساسي لأنها تشكل صلة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق وهي أيضا ذات أهمية جغرافية لإيران الساعية لاستكمال بناء الهلال الشيعي وتامين منفذ على المتوسط. وحصيلة المعركة ستحدد التأثيرات الأمنية 
 
خسارة الموصل ستعني أيضا خسارة تنظيم الدولة الإسلامية ثاني محافظة في العراق من حيث السكان والمساحة. هي خسارة مادية ومعنوية في الوقت نفسه وهذا هو التأثير الاقتصادي المترتب على هذه المعركة.
تسير المعركة وفقا لخطة من ثلاث مراحل، أولها كان تطويق المدينة وثانيها مرحلة الاقتحام وأخيرا تنظيفها من الجيوب المقاومة.
 
استعادة مدينة الموصل يشكل بالدرجة الأولى نصرا تقطف ثماره حكومة حيدر العبادي وحليفته الأولى إيران ولكن هذا النصر قد يؤدي أيضا إلى زيادة التوتر الطائفي الداخلي مع المكون السني.
 
هذا النصر قد يتسبب أيضا بزيادة التوتر السياسي بين بغداد الرافضة مشاركة الجيش التركي في المعركة وأنقرة المصرة على خوضها لأسباب تتعلق بموقعها الجغرافي وبمواجهتها مع حزب الأكراد.
 
إذا كان وزير الدفاع الأميركي جاء إلى أنقره محاولا ثني حكومتها عن استفزاز نظيرتها العراقية فان وجود في تركيا لساعات قليلة لم يزل الغموض عن نوايا واشنطن تجاه حلفائها في ضوء معلومات تفيد بان الخطة الأميركية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وباقي
 
التنظيمات المتطرفة تهدف إلى دفعها باتجاه الرقة وحصرها في هذه المدينة السورية لتحقيق هدف من اثنين: ما جعل المعقل الرئيس لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مقبرة لهذا التنظيم وبالتالي يتم استخدام هذا النصر كسلاح سياسي في معركة هيلاري كلينتون الانتخابية، أو جعل الرقة مجمعا للعناصر المتطرفة في المنطقة بما يشكل عبئا عسكريا إضافيا على روسيا الغارقة في حرب سوريا وعلى النظام السوري نفسه لإقامة توازن جديد بعدما حصن هذا النظام وجوده السياسي ووسع مساحة سيطرته الجغرافية.
 
 
تأثير المعركة في الموصل لن يوفر الاتحاد الأوروبي الخائف من تداعيات ديموغرافية وأعباء اقتصادية، حذر منها المفوض الأوروبي للأمن، جوليان كينغ، بالتعبير عن خشيته من أن تؤدي يؤدي سقوط الموصل إلى موجة هجرة واسعة والى تدفق العناصر المتشددين إلى أوروبا.
 
في ظل الحسابات المتباينة لأعداء تنظيم الدولة الإسلامية المشاركين في معركة الموصل لا يمكن لأي كان أن يعرف أي سترتد ارتجاجات المعركة. المؤكد أن استعادة الموصل ستنتج أثرا مماثلا لسقوطها في حزيران عام 2014 أي ستغير معادلة الحرب على الإرهاب في المنطقة.
 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية