على عكس اللهجة الحادة والعنف الكلامي الذي طبع حملته الانتخابية بدى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب متصالحا مع نفسه وخصوصا مع خصومه السياسيين والاهم عبر عن إرادة بإعادة ترميم ما هدمته المنافسة الانتخابية مركزا على اللحمة الوطنية.
إعلان
في قراءة سياسية لهذا الخطاب الذي فاجئ الجميع بهدوئه وعقلانيته، بدى ترامب وكأنه يطرح نفسه أبا لجميع الأميركيين متخطيا كل طروحات التمييز والعنصرية الطبقية والعرقية والدينية ولكن الأهم أن الرئيس الجديد تحدث بلغة أي دبلوماسي مخضرم يتبوأ اعلى منصب في بلاده.
ترامب الرئيس غير ترامب المرشح. لبس فورا ثوب الرئاسة وقام بانعطافة كبيرة في الصيغة الكلامية التي اعتمدها منذ بروزه في الوسط السياسي كطامح في البداية للحصول على تفويض حزبه لخوض الانتخابات الرئاسية ومنذ بدء حملته الانتخابية.
تخلى ترامب عن نهج التحدي والاستبعاد والعزل والفصل بين الأميركيين ودعا إلى التعاون، مفردا في خطابه الرئاسي حيزا مهما للشباب لفرص العمل وللمستقبل من اجل الحفاظ على عظمة الشعب الأميركي.
في السياسة الخارجية تخلى أيضا ترامب عن معظم تهديداته أو لنقل عن استفزاز العالم الإسلامي ومشاعر المهاجرين، وأوضح موقفه من الاتفاق مع إيران بالمطالبة بتعديل بعض بنوده وليس بإلغائه، كما أهمل في هذا الخطاب تكرار وعيده لبعض دول الخليج العربي
لم يسترجع الرئيس المنتخب في خطابه كلمات وتعابير كانت العنصر الطاغي في خطاباته وقت الحملة الانتخابية مثل الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية والشرق الأوسط وطرد اللاجئين ومنع الهجرة غير الشرعية.
ربما استطاع ترامب أن يستعيد وجهه الحقيقي بعيدا عن ضرورات المعركة الانتخابية. لم يتأخر في وضع نفسه في مهمتة الجديدة. فتوجع مسيرته بالتعهد بان يكون أبا لجميع الأميركيين واعدا إياهم بإحياء الحلم الأميركي.
ومن دون المغالاة بالوصف الإيجابي، قد يكون هذا التحول نتيجة وقع الصدمة بالفوز غير المنتظر وقد بدت معالم الدهشة بوضوح على وجه ترامب. كذلك لا يمكن الجزم بان هذه العقلانية ستلازم الرئيس في سنوات حكمه الست ليستعيد بعد فترة تعابير التحريض والعنف الكلامي.
ترامب أمام امتحان مقولة الطبع غلب التطبع
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك