رئيس جديد في البيت الأبيض، وفي كل مرة يتردد السؤال ذاته في المنطقة العربية، ما موقفه من القضايا العربية؟ وكيف سيتعامل معها؟ وكيف سيتعامل العرب معه؟
إعلان
موقف العرب من دونالد ترامب"، عبارة لا تعني الكثير نظرا لتنوع مواقف العرب من الرئيس الأمريكي المنتخب، بين الذين يعتقدون أنه لن يغير الكثير في السياسة الأمريكية في المنطقة، أو الرافضين لمواقفه الخاصة بالقضية الفلسطينية وبإسرائيل، ولكن ما يثير الانتباه هو موقف المؤيدين، إن لم نقل المتحمسين للملياردير الأمريكي.
الحزب الجمهوري، وخصوصا تيار المحافظين الجدد كان قد تبنى، منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، منظومة أفكار تتجسد في سياستهم في الشرق الأوسط، تتضمن الدعوة إلى نشر الديمقراطية والتخلي عن الديكتاتوريات القائمة، على خلفية دعم قوي لإسرائيل. وتم تطبيق السياسات المتلازمة مع هذه المنظومة حتى رحيل جورج بوش الابن عن البيت الأبيض، ولكن، وبالنظر إلى ما أعلنه ترامب خلال حملته الانتخابية، فإنه من الصعب الحديث عن منظومة أفكار سياسية، إذ لم يتجاوز الأمر مقولات تفوح منها رائحة العنصرية ضد المسلمين وضد العرب، كما كان حال مقولات المرشح الجمهوري ضد المكسيكيين واللاتينيين، وهو الأمر الذي أنتج خطا سياسيا يركز على الحرب ضد الإرهاب وتنظيم داعش، وتقديم دعم غير مسبوق لإسرائيل، والذي يتمثل في رغبة ترامب بنقل السفارة الأمريكية الى القدس.
الرئيس المنتخب ردد خلال مهرجاناته الانتخابية أن ليبيا كانت مستقرة، وسوريا تحت السيطرة ومصر يحكمها رئيس محترم، وان مؤامرة أوباما - كلينتون أدت إلى انتشارا الدمار في هذه البلدان، ويتفق بذلك بصورة شبه متطابقة مع من يقول أنهم حلفاء بلاده في المنطقة أي الدولة العبرية، العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذين يعبرون عن تيارات ترى، بالفعل، في الربيع العربي مؤامرة أمريكية.
عامل تقارب آخر، في منطقة مختلفة، يبرز من خلال تركيبة الفريق الحاكم حول ترامب، حيث يحتل صهره منصب اقوى المستشارين في البيت الأبيض وتتألف الحكومة من رجال أعمال ومليارديرات تفيد التقديرات بأن مجموع ما يمتلكونه يعادل مجموع ما تمتلكه ثلاثة وأربعون مليون أسرة أمريكية.
ولكن الدلالة الحقيقية تكمن في شخصية وزير الخارجية الذي اختاره ترامب، وهو ريكس تيلرسن رئيس شركة ايكسون موبيل حتى مارس / آذار الماضي، والرجل لا يتمتع بأي خبرة في المجال الدبلوماسي، ويبدو، بالتالي، أن مبرر اختياره الرئيسي يتعلق بعلاقاته القوية بالكرملين وبالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان قد قلّده قبل ثلاث سنوات أحد أرفع الأوسمة الروسية.
على كل، فإن ترامب أكد في العديد من المناسبات على ضرورة التفاهم مع روسيا وإقامة شراكة حقيقية معها للقضاء على الإرهاب، أي أن علاقات واشنطن الحقيقية بشأن الشرق الأوسط ستكون مع موسكو، ومع الحرب التي يخوضها الروس في سوريا، يمكن أن يؤدي هذا التطور إلى اتفاقية يالطا جديدة، وعندئذ، هل يمكن لترامب أن يؤكد أن قراراته الخاصة بمنطقة ثرية بالنفط والصراعات والتوازنات، تمليها مصلحة الولايات المتحدة فقط؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك