ينطلق مؤتمر أستانة المخصص للتفاوض حول النزاع السوري، في موعده المبدئي يوم الاثنين الثالث والعشرين من الشهر الجاري، ويتزامن مع تمركز إدارة ترامب وعشية دعوة دي ميتسورا الافتراضية لمؤتمر جنيف 4 في فبراير القادم. والواضح أنه في منعطف ما بعد حلب تسعى روسيا لإثبات قدرتها الريادية والأحادية في قيادة العملية السياسية في سوريا. يفترض هذا الرهان قدرة على التحكم بالورقة السورية عسكرياً وسياسياً وهذا ما لا تملكه موسكو لوحدها ولا توفره لها الترويكا. ولذا ستكون محطة أستانة اختباراً للأداء الدبلوماسي الروسي بعد انجازات "الاختراق الاستراتيجي" في السنوات الأخيرة على حساب الدور الأمريكي.
قبل انتهاء معركة حلب رسمياً كان بوتين يعلن من طوكيو التوافق مع تركيا على عقد مفاوضات في أستانة، وبعد ذلك تيسر تجاوز تناقضات الأضداد روسيا وتركيا وإيران وحياكة إعلان الترويكا في موسكو من أجل فتح الطريق نحو أستانة. إبان "الوقت الأمريكي الضائع" وغياب الأطراف العربية والأوروبية عن دائرة الفعل.
تقتضي خطة مفاوضات أستانة أن تلتقي وفود عسكرية تمثل النظام والمجموعات المعارضة المسلحة الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار، وتكمن الأهمية القصوى لهذا التطور، حسب التصور الروسي، في مشاركة الفصائل الفاعلة على أرض الواقع . يمكن في أستانة الاكتفاء بتدعيم وقف اطلاق النار وتثبيت الهدنة وخلق مناخ ثقة على طريق العودة الى جنيف بالتعاون ربما مع ادارة ترامب.
في الأسبوعين الأخيرين،كثرت التسريبات حول رفع السقف السياسي والآمال المعلقة على مؤتمر أستانة، ووصل الأمر بالبعض لضمان التسليم ببقاء الأسد حتى انتخابات 2021، وطالعنا أسماء مجالس عسكرية وحكومات مؤقتة وتواريخ محددة للانتقال السياسي. وفي كل ذلك مبالغة كبيرة لأن التفاهم غير متوافر بين روسيا وتركيا وإيران على المخارج الأساسية للحل ، وأن المتاعب المنتظرة لموسكو ستكون مع حليفها الإيراني الذي يرفض التسليم بدورها الريادي ويرفض عمليا الحل على الطريقة الروسية. في محطة أستانة ستدور المفاوضات بحضور سوري غير مؤثر من الطرفين مع قبول إيراني حذر وترقب إقليمي ودولي، بانتظار محطات أخرى على درب الآلام السورية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك