أجمع المراقبون على اعتبار أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجح في أول امتحان له عندما وطئت قدماه لأول مرة منذ بداية ولايته الحلبة الدولية وصافح كبار قادة العالم سواء داخل قمة الحلف الأطلسي التي التأمت في بروكسيل أو قمة مجموعة السبع التي احتضنتها صقيلية الإيطالية.
وتمثل هذا النجاح في كون ماكرون لم يرتكب أخطاء سياسية أو بروتوكولية لا على مستوى عملياته التواصلية أو على مستوى المضامين السياسية التي دافع عنها بشراسة. صحيح أن لقاء صقيلية عرف هفوة أمريكية عندما رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المصادقة على اتفاق باريس التاريخي المدافع عن البيئة. لكن هذا الفشل يعزوه المحللون إلى رهانات أمريكية داخلية أكثر منها فشل جهود ماكرون في إقناع الرئيس الأمريكي. ماكرون كان تحدث عن التلويح بانسحاب أمريكا من اتفاق باريس كخط أحمر يجب على المجموعة الدولية منع حصوله.
في هذه الحقبة الأولى برز نجم ماكرون وهو يلتقي لأول مرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. لا قاسم مشترك يجمع بين الرجلين سوى أن انتخابهما شكل مفاجأة لم تكن تتوقعها استطلاعات الرأي في بداية مشوارهما السياسي. خلال الانتخابات الأميركية كانت هيلاري كلينتون هي المرشحة المفضلة لامانويل ماكرون، وخلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية كانت مارين لوبين هي المفضلة إيديولوجيا لدونالد ترامب. لكن تفيد كل المؤشرات الإعلامية أن حرارة التواصل اخترقت العلاقات بين آ الرجلين اللذين وعدا بالعمل سويا على تدبير قضايا العالم المعقدة. هذه الحرارة نجدها غائبة في علاقات ترامب بالمستشارة الألمانية انغيلا مركل التي لم تنتظر عودة ترامب لواشنطن للإدلاء بتصريحات متشائمة حول مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية.
في الشطر الثاني من هذه المقاربة يأتي لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر فرساي ليعطي زخما غير مسبوق لهالته الدولية. لقاء الرجلين يعتبر في حد ذاته منعطفا هاما لكونه يأتي بعد تصعيد كبير في العلاقات بين باريس وموسكو في عهد الرئيس هولاند أدت إلى إلغاء زيارة كانت مرتقبة لبوتين لفرنسا وتسببت في توتر غير مسبوق بين البلدين... كما جاء لقاء ماكرون بوتين في عظمة وجلال قصر فرساي العريق بعد أن كان هذا الأخير يراهن على فوز مارين لوبين في الانتخابات الرئاسية وكانت الآلة الإعلامية الروسية نزلت بكل ثقلها لمحاولة تشويه صورة المرشح ماكرون ونسف كل حظوظه بالفوز بهذه الانتخابات.
في خلال ساعات معدودة وقف الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون على مسافة بين أقوى رجلين في العالم دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. كان هدف العمليتين المعلن هو كسر الجليد وإعادة الثقة والاعتبار إلى شرايين هذه العلاقات التي تأثرت بحيثيات انتخابية وتسممت بتضارب مصالح بين أجندات هذه الدول.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك