لا يأمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن تفتح جولته التي بدأها في باريس مسار حل نهائي للقضية الفلسطينية ولكن تصريحه بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حمل رسالة واضحة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تؤكد التمسك بالمبدأ الأساسي لإنجاز السلام إلا وهو حل الدولتين.
سجل محمود عباس خلال زيارته باريس نقاطا عدة أولها إخراج الملف الفلسطيني من دائرة النسيان في ظل انشغال الأسرة الدولية بالأزمات التي ولدها ما عرف بالربيع العربي. استند محمود عباس إلى تمسك الرئيس الفرنسي بحل الدولتين ليطالب الرئيس الأميركي بخطوة جريئة تنجز اتفاق سلام تاريخي يعطي الفلسطينيين حق إقامة دولة للفلسطينيين عاصمتها القدس.
صحيح أن الدور الأول في عملية السلام يبقى أميركيا حتى إشعار اخر ولكن الصحيح أيضا أن باريس تشكل قوة دفع لإخراج الملف من إدراج النسيان وما تذكير محمود عباس بالمؤتمر الدولي الذي نظمته باريس السنة الماضية سوى دعوة صريحة لواشنطن لتحمل مسؤولياتها قبل اللجوء إلى خيارات بديلة.
لقد بدل ترامب بعد تسلمه مقاليد السلطة، أسلوب تعامله مع حكومة بنيامين نتنياهو وطالبه خلال زيارته إسرائيل ضمن جولته الأخيرة على الشرق الأوسط بالحد من الأنشطة الاستيطانية كما ابدى ليونة تجاه موقفه السابق بالتخلي عن حل الدوليتين.
تبدو مقاربة فرنسا لأسباب تعثر عملية السلام ولسبل حلها مقاربة واقعية ومنهجية. فقضية السلام الفلسطيني الإسرائيلي تبقى القضية المحورية في المنطقة والظلم يولد العنف والعنف يولد الأزمات فغياب أفق سياسي يغذي اليأس والتطرف.
من هنا كان استنتاج ماكرون بان لا بديل لحل الدولتين واستتبعه بتحذير مفاده أن لوضع مهدد على الميدان وفي العقول".
أسباب هذا التدهور معروفة يقول الرئيس الفرنسي ففرنسا نددت دائما باستمرار الاستيطان غير القانوني في نظر القانون الدولي والذي بلغ منذ بداية العام مستوى غير مسبوق".
لم يعد يغيب عن ذهن أحد غياب الحل المقبول لازمة الشرق الأوسط يبقى المنطقة برمتها في دائرة العنف. الأمم المتحدة تعرف أن النتائج المترتبة على الاستمرار في النأي عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستكون لها عواقب وخيمة وستضع حل الدولتين في خطر. وناقوس الخطر دقته زيارة عباس باريس ويبقى على واشنطن أن تسمع.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك