بعد مرور ثلاث سنوات على إطلاق التحالف الدولي ضد تنظيم" الدولة الإسلامية"، تبدو معنويات ما تبقى من مقاتلي هذا التنظيم منحطة جدا في هذه الأيام لأسباب عديدة من أهمها أن التنظيم فقد السيطرة على مدينة المَوْصِل العراقية والتي نصَّب أبو بكر البغدادي نفسه من على منبر أحد مساجدها خليفة.
وصحيح أنه بإمكان بعض المقاتلين التابعين لتنظيم " الدولة الإسلامية" المفاخرة بأن التنظيم عقّد إلى حد كبير عملية استعادة المدينة من قبل القوات العراقية وأنه يستخدم الطريقة ذاتها في مدينة الرَّقَّة السورية التي تُعَدُّ عاصمة التنظيم الثانية. ومع ذلك، فإن مدينة الموصل قد سقطت. أما مدينة الرقة فإنها في الطريق إلى السقوط.
وسواء تأكدت الأخبار التي تتحدث منذ أشهر عن مقتل أبي بكر البغدادي أو لم تتأكد، فإن السلطة المعنوية التي كانت لديه على مقاتلي التنظيم ولدى المعجبين به في العالم قد بدأت معالمها تتلاشى شيئا فشيئا لاسيما بعد أن كثرت شهادات مقاتلين سابقين في التنظيم عن فظاعاته وجرائمه وعن الفساد المستشري في صفوف قياداته في العراق وسوريا.
وبرغم الهزائم الميدانية المتتالية التي مُني بها تنظيم " الدولة الإسلامية"، وتبخر مشروع " الخلافة"، فإن التنظيم لم يمت. ويعتقد الخبراء العسكريون والمختصون في شأن الحركات الإسلامية المتطرفة أنه من الصعب جدا القضاء عليه لعدة أسباب منها أنه لايزال يشكل خطرا جسيما في العراق وسوريا من خلال خلاياه النائمة في المدن الكبرى في منطقتي الشرق الأوسط والخليج وفي مناطق أخرى تقع في القارات الخمس. وهذه الخلايا قادرة على ارتكاب اعتداءات إرهابية تكون خسائرها البشرية ضخمة.
ولايزال تنظيم " الدولة الإسلامية " يراهن على ثغرات كبيرة لدى خصومه منها -مثلا بالنسبة إلى العراق- عدم إشراك العشائر حتى الآن بما فيه الكفاية في عملية التصدي له من جهة وفي الاستجابة من جهة أخرى إلى مطالب العشائر المتعلقة بالتنمية المحلية، زد على ذلك الشحن المتنامي في المنطقة في الصراع السني الشيعي.
ومما يساعد تنظيم " الدولة الإسلامية" على الاستمرار في فرض نفسه على العالم تباينُ مصالح خصومه واستعدادُ كثير من أتباعه " النائمين " في العالم للتحرك كلما دعت الضرورة لذلك دون الحصول بالضرورة على إذن من قيادته الحالية أو تلك التي ستخلفها غدا على غرار ما يفعل أتباع تنظيم " القاعدة".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك