كان كثير من المهتمين بشؤون منظومة الفرنكوفونية يَخشوْن من أن يُلقيَ التنافس بين فرنسا وكندا لاختيار أمين عام لمنظمة الفرنكوفونية بظلاله على قمة الفرنكوفونية السابعة عشرة التي تنعقد في يريفان عاصمة أرمينيا وأن يحول دون النظر في عدة ملفات مهمة بالنسبة إلى البلدان الإفريقية المنخرطة في هذه المنظمة.
ولكن كندا أدركت أنه ليس من مصلحتها الاستمرار في الدفاع عن مرشحتها ميكاييل جون التي تقود المنظمة منذ أربع سنوات. وأدركت قبيل انعقاد قمة الفرنكوفونية أن الأمر قد قضي وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجح مسبقا في رهانه على مرشحة أخرى هي وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو التي تساند البلدانُ الإفريقية ترشحها لهذا المنصب. وهو أمر مهم لأن عدد هذه البلدان يبلغ تسعة وعشرين بين بلدان المنظمة التي يَحق لها التصويت والتي يبلغ عددها أربعة وخمسين.
والحقيقة أن الرئيس الفرنسي ظل يردد منذ أشهر أن منظمة الفرنكوفونية ينبغي أن يكون على رأسها إفريقي كما كان عليه الأمر من قبل لأن إفريقيا هي عصب الفرنكوفونية وعمودها الفقري برغم تزايد عدد البلدان غير الفرنكوفونية الراغبة في الانضمام إلى منظمة الفرنكوفونية العالمية. ومع ذلك فإن محللين كثيرين يرون أن ما يريده الرئيس الفرنسي قبل كل شيء من وراء مساندة مرشحة الاتحاد الإفريقي لتولي مهام الأمينة العامة في منظمة الفرنكوفونية العالمية هو استخدام هذه المنظمة في المعارك الدبلوماسية والسياسية التي تخوضها فرنسا في المحافل الدولية. ويأمل ماكرون أيضا عبر دعم وزيرة خارجية رواندا لتولي هذا المنصب في تعزيز العلاقات الفرنسية الرواندية التي تظل هشة برغم التقارب الذي حصل بين كيغالي وباريس خلال فترة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي. وقد دعم إيمانويل ماكرون منذ وصوله إلى قصر الإليزيه هذا التقارب.
ولكن انتصار فرنسا على كندا في معركة قيادة منظمة الفرنكوفونية لا يعني بالضرورة- حسب كثير من المحللين السياسيين- أن فرنسا قادرة فعلا على مساعدة الأفارقة الفرنكفونيين ولاسيما الشباب. فالانطباع السائد اليوم في غالبية البلدان الإفريقية الفرنكوفونية أن كندا تنخرط بشكل أفضل من فرنسا في المشاريع الإنمائية الإفريقية وأن أبواب الجامعات ومراكز الأبحاث الكندية أكثر سخاء من أبواب فرنسا لاستقبال الطلبة والجامعين والباحثين وحتى المهاجرين ذوي المهارات العالية.
.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك