خبر وتحليل

حصيلة ترامب ونتائج الانتخابات هل تحد من سياسة قلب الطاولة؟

نشرت في:

طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمريكيين، منذ البداية، بأن يحاسبوه على وفائه بوعوده وعلى إنجازاته الاقتصادية، ومؤشره الرئيسي في ذلك هو نسب النمو وأرقام البورصة، والانتخابات النصفية هي اللحظة المثالية لذلك في إطار النظام السياسي الأمريكي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (رويترز)
إعلان

بصرف النظر عن المؤشرات الاقتصادية خلال العامين الماضيين، فإن لحظة الانتخابات تأتي بينما تراوح البورصة الأمريكية مكانها، ومع بروز العجز في الميزانية الأمريكية وآثاره، بسبب سياسة الإعفاءات الضريبية للشركات.

على الساحة الدولية، يبدو واضحا أن ترامب وصل إلى البيت الأبيض في لحظة انقلابات جذرية في النظام العالمي، وليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، مع صعود موجة هائلة من التيارات اليمينية الشعبوية في مختلف أرجاء العالم، عبر عنها ترامب في الولايات المتحدة، ورجل الأعمال الذي يستخدم أسلوب قلب الطاولة وتوتير أجواء التفاوض إلى أبعد الحدود، طبق الأسلوب ذاته في السياسة الخارجية، ولكن ذلك لم يحقق أي نتائج ملموسة مع كوريا الشمالية أو إيران أو روسيا، وأدى لعزلة واشنطن في ملف الشرق الأوسط، ولكن يجب الانتباه إلى أن الرئيس الأمريكي أطلق، في الوقت ذاته، عمليات الانفاق العسكري لتبلغ 700 مليار دولار وهو ما يتجاوز 40٪ من نفقات التسلح في العالم.

هذه الخيارات تأتي في ظل رؤية أساسية بالنسبة للعقلية السياسية لترامب، تقوم على أولوية المصالح التجارية الأمريكية على أي اعتبار آخر، وضرورة الانعزال عن بقية العالم والتخلص من الالتزامات الأمريكية تجاه كافة الأطراف الأخرى، وخصوصا حلفاء واشنطن، للقضاء على ما يعتبره الرئيس الأمريكي الخلل في التوازن المالي والتجاري بين بلاده والأطراف الأخرى، وخصوصا أوروبا والصين.

وتكمن المشكلة في أن نظام العولمة الاقتصادية، القائم على التبادل الحر، والذي فرضته الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، هو الذي سمح بالحفاظ على استقرار وسلام نسبي على الساحة الدولية.

ولكن الرئيس الأمريكي بادر بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، الاتفاق النووي الإيراني، وبدأ يهاجم منظمة التجارة الدولية التي تشكل الضمانة الرئيسية لاستمرارية نظام العولمة.

يخشى البعض من سعيه لعزل الولايات المتحدة بالفعل عن العالم، بينما يرى آخرون أنه يطبق طريقته التفاوضية في قلب الطاولة وتوتير أجواء التفاوض، من أجل إعادة توزيع الحصص والالتزامات على الساحة الدولية.

في حال انتصار ترامب واحتفاظه بالأغلبية في مجلسي الكونغرس، فإن مفاوضات في أجواء أكثر توترا مع طرف يمتلك نصف أسلحة العالم، بكل ما يمثله الأمر من مخاطر هو ما ينتظر كافة الأطراف، وخصوصا الصين، والخاسر الأكبر هو أوروبا، وبالتأكيد منطقة الشرق الأوسط.

وفي حال خسارته للأغلبية في مجلس النواب، يبرز السؤال عما إذا كانت النتيجة، وما تمثله وما تحمله داخليا، ستؤثر وتحد بعض الشيء من طاولات المفاوضات المقلوبة، وتبعد شبح خطر أكبر.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية