مثلت تداعيات نهائيات كأس رابطة الأبطال الأفريقية الحدث الذي هيمن خلال الأسبوع المنقضي على الساحة الرياضية الأفريقية وخاصة منها التونسية والمغربية. إذ فاجأ المكتب التنفيذي للكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم كل المتابعين الأربعاء الماضي بإلغائه مقابلة الإياب بين فريقي الترجي الرياضي التونسي والوداد المغربي والمطالبة بإعادتها خارج تونس بعد أن كانت توقفت في بداية الشوط الثاني بسبب غياب خدمة المساعدة التحكيمية بالفيديو (VAR).
وقد فاجأ القرار المتابعين للشأن الرياضي حتى على الصعيد العالمي باعتباره غير مسبوق في عالم كرة القدم. ذلك أن نفس الكنفدرالية التي سلمت الكأس تدعوا اليوم إلى استرجاعها. كما فاجأ أيضا من حيث مبرراته. إذ اعتبر المكتب التنفيذي أن الظروف الأمنية لم تكن متوفرة أثناء المقابلة والحال أن كل الأنظار كانت مركَّزة فقط على غياب المساعدة بالفيديو. أضف أن الظروف الأمنية، إن وجدت، تكون مبررا لمنع إقامة المباراة أصلا أو أنها توقفها في حال انطلاقها وليس بعد الإعلان عن نهايتها وتتويج الفائز.
لهذه الأسباب تحدثت أغلب وسائل الإعلام عن فضيحة تهز الكرة الأفريقية ستلقي حتما بضلالها على أهم تظاهرة رياضية أفريقية قبل أسبوعين من انطلاقها وهي كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي ستحتضنها مصر. الحديث هنا يتعلق بمصداقية الكنفدرالية الأفريقية وبمدى قدرتها على تسيير كرة القدم الأفريقية التي تسجل تراجعا كبيرا على الصعيد العالمي منذ سنوات. وقد زادت الصورة قتامة على إثر استدعاء رئيس الكنفدرالية، أحمد أحمد، من طرف الشرطة الفرنسية يوم الخميس الماضي للاستماع إليه في شبهة فساد داخل المنظمة.
على المستوى الشعبي المتعلق بأنصار الفريقين، خرجت المقابلة من أخلاق المنافسة الرياضية لتتحول على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حرب كلامية تم فيها تبادل الاتهامات بالتلاعب بالمقابلة وبمحاولة السطو على اللقب القاري. وتجاوزت المواجهة الكلامية هذا البعد الرياضي لتأخذ منحى سياسيا من خلال إهانة الدولة أو الشعب دون مراعاة لعلاقات القرابة الثقافية والجوار والتقارب التاريخي. ويذكرنا ذلك بجو العداء الذي خيم سابقا على العلاقات المصرية الجزائرية على خلفية المنافسة لاقتلاع ورقة الترشح إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
الحقيقة أن هذا الوضع الأفريقي يعكس معضلة كبيرة بدأت تعاني منها كرة القدم العالمية. وهي صعوبة التوفيق بين الرهانات المالية الخيالية وفلسفة المواثيق الرياضية. غير أنه لا بد من الإقرار بأن هذا الوضع أشد خطورة في حال دخلت السياسة على الخط وبدأت الدول تبحث عن الإشعاع الخارجي الرياضي لتعويض فشل الداخل كما نلاحظه بوضوح في الحالة الأفريقية والعربية وفي بعض الحالات الآسيوية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك