بين ألعاب فيديو معارك الطيران والحرب التي يمارسها مراهق في غرفته والطائرات الأمريكية بدون طيار، لا يوجد فارق من حيث الشكل ولكن الأخبار التي ننقلها لكم ... تقول العكس !
إعلان
من منكم لم يلعب، ولو لمرة واحدة بألعاب الفيديو حيث تقوم الطائرات بقصف مواقع الأعداء، ولمن يحبون هذا النوع من ألعاب الفيديو، أنصحهم بالذهاب إلى ولاية «نيفادا» الأمريكية وزيارة مركز تابع لقوات الطيران الأمريكية، حيث يمكنهم أن يمارسوا هذا النوع من الألعاب كما يشاءون ـ طبعا إذا حصلوا على موافقة وزارة الدفاع الأمريكية ـ ولكن يجب أن ينتبهوا إلى أن الأهداف التي يقومون بقصفها، والأشرار الذين يسقطون قتلى بسبب قنابل وصواريخ طائراتهم، هي أهداف حقيقية، أي أن القتلى هم رجال أو نساء، نشاهدهم على الشاشة بصورة تشبه ألعاب الفيديو، ولكنهم بشرا كانوا أحياء يعيشون مع عائلاتهم وأبنائهم، قبل أن يستأنف أحد الطيارين في هذا المركز في "نيفادا" ممارسة لعبة الفيديو، أو بالأحرى عمله اليومي .
عن ماذا نتحدث ؟
نتحدث عن الطائرات بدون طيار والتي تستخدمها القوات الأمريكية في باكستان وأفغانستان بصورة متزايدة منذ بداية العام الجاري، حتى أننا نحصي أربعة وعشرين هجوما خلال شهر واحد على منطقة القبائل، قامت بها الطائرات بدون طيار، وأدت لمقتل مائة وأربعين شخصا .
ولكن عندما نقول أنها طائرات بدون طيار، فإن ذلك ليس حقيقي تماما، فكل طائرة من هذا النوع تتمتع بطيار يقصف المناطق الباكستانية، وهو على بعد آلاف الكيلومترات في ولاية "نيفادا" الأمريكية وهو جالس أمام شاشة الكومبيوتر .
هذا الطيار يغادر منزله صباحا بعد أن يتناول الإفطار مع عائلته، في ولاية «نيفادا»، ليلتحق بمقر عمله غير البعيد عن المنزل، دائما في ولاية «نيفادا» في الولايات المتحدة الأمريكية، يدخل إلى مكتبه، حيث شاشة الكومبيوتر، ليبدأ في اللعب، عفوا، ليبدأ عمله في شن غارات على بعد آلاف الكيلومترات في منطقة القبائل الباكستانية، حتى منتصف النهار، حيث يتجه إلى المطعم لتناول وجبة الغذاء، ثم فنجان القهوة، قبل أن يعود إلى مكتبه لمواصلة الغارات في باكستان، وفي المساء تبث وكالات الأنباء برقية تتحدث عن سقوط عدد من القتلى في باكستان إثر غارة لطائرة بدون طيار .
للوهلة الأولى يبدو الأمر إيجابيا فيما يتعلق بالحفاظ على حياة الطيارين الأمريكيين، ولكن هذا لم يمنع إصابة عدد من هؤلاء الطيارين باضطرابات نفسية، نظرا لأنهم لا يمارسون مهنتهم بالصورة المفترضة، ومفهوم الحرب والمواجهة بين القوات المتحاربة اختفى نسبيا، بفضل الكومبيوتر وأدوات التحكم عن بعد في هذا النوع من الطائرات.
أنا شخصيا، أؤيد بشدة هذا النوع من المواجهة، مع شرط وحيد، هو تطبيق شروط الحرب المتكافئة، أي أن يتمتع الطرفان بإمكانية خوض الحرب عبر الفيديو، وبذلك نتجنب عشرات الآلاف، إن لم نقل مئات الآلاف من القتلى.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك