إي ميل

ثورة إريك كانتونا المالية والإعلام الاجتماعي

نشرت في:

هل فرنسا اليوم هي على موعد مع ثورة سلمية ؟ فمنذ أسابيع و يضج الإعلام الفرنسي بدعوة لاعب كرة القدم إيريك كانتونا للفرنسيين بسحب أموالهم اليوم من المصارف.

إعلان

الملفت أن هذه الدعوة التي أطلقت بداية شهر اوكتوبر/تشرين الأول كانت بقيت من دون ضجة أو حتى تأثير لو لم ينشر مقطع فيديو المقابلة على الانترنت فتلقفته الشبكة لينتشر فيما بعد كالفيروس. 

فقد أطلق إريك كانتونا هذه الدعوة ، خلال دردشة صحفية ، داعيا لضرب النظام المصرفي بهدف دفع المسؤولين للإصغاء للمطالب الشعبية.
الملفت هنا ليست فقط الدعوة بحد ذاتها ، بل الملفت هو الدور الكبير الذي لعبته كالمعتاد شبكة الانترنت و المواقع الاجتماعية التي ساهمت في انتشار هذه الدعوة و إخراجها من نطاق فكرة أطلقت ضمن إطار دردشة صحفية مع موقع إعلاميPresse Ocean  في منطقة "اللوار اتلانتيك" Loire Atlantique غربي فرنسا. حيث تلقفت الشبكة هذه الدعوة عند نشر فيديو المقابلة، فأَنشأ موقع في بلجيكا Bankrun2010 يتبنى فكرة كانتونا و يدعو بسبع لغات رواد الانترنت لسحب أموالهم من المصارف في السابع من ديسمبر / كانون الأول. كما انطلقت مجموعة داعمة للفكرة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك . بالإضافة طبعا إلى الآلاف الرسائل النصية الصغيرة  على موقع تويتر المليئة بالتعليقات الجدية أو بالطرائف و أيضا بالاقتراحات الثورية المختلفة و التي لا تخطر على بال ...
 
و قد تلقف الإعلام التقليدي هذه الدعوة أثر الضجة التي أثيرت على الانترنت و توالت ردات فعل المسؤولين الفرنسيين الذين وصفوا دعوة كانتونا بالا مسؤولة و أن عليه الاهتمام بكرة القدم و ترك المال و الاقتصاد لأهله.و السؤال هنا لو لا وجود الإعلام الاجتماعي و الانترنت هل يا ترى كانت لاقت تلك الدعوة الصدى التي لاقته .
 
توجهت بالسؤال إلى أستاذ الإعلام الاجتماعي في الجامعة اللبنانية- الأمريكية السيد ايمن عيتاني الذي شرح ميزة الإعلام الاجتماعي في نقل الخبر و حشد الأشخاص حسب اهتماماتهم :
 
"توجد في الإعلام الاجتماعي فئات مختلفة من الأشخاص لها اهتمامات مختلفة في ميادين عدة وفي مختلف البلدان. المشاركون في المواقع الاجتماعية لهم أهداف مشتركة و قصص تهمهم يتابعون أخبارها. الذي يحصل في المواقع الاجتماعية أن كل واحد يخبر الأخر عن خبر معين أو حدث معين يهمه أو يتابعه. ومن ضمن هذا نجد في بعض الأحيان القضايا الاجتماعية التي تتناقل في الإعلام الاجتماعي. هذا التناقل يكبّر الحدث ويضخمه خاصة إذا تعلق الأمر بشخص مشهور يتابع المشاركون ويتناقلون أخباره بصورة سريعة ويتفشى بين الأعضاء على هذا الأساس.
و ميزة الإعلام الاجتماعي انه إذا نشر خبر ما فانه ينشر بما يعرف بــ « Real Time ». أي الوقت الآني. أما الإعلام التقليدي الموجود حاليا فان الخبر يأخذ وقتا طويلا للوصول إلى الذين يهتمون بالخبر. حتى و لو نشر على موقع الانترنت الخاص بهذا الاعلام  والفرق هنا هو السرعة الكبيرة في نشر الخبر بين الإعلام التقليدي والإعلام الاجتماعي وانتشاره من شخص إلى آخر في وقت وجيز. وليست مجموعة واحدة  هي التي تنقل الخبر بل مجموعات و يصبح هنا نوع من شبه التأكيد للخبر".
يبقى أن  دعوة كانتونا التي يمكن  وصفها بالثورة "الرومانسية"  تنبه إلى طريقة تعامل المصارف مع أموال عملائها و أحيانا بأسلوب غير مسؤول، و هذا ما يشهده العالم منذ سنوات مع الأزمة المالية التي كادت تطيح بإقتصادات الدول الكبرى منها و الصغرى .
و مع ذلك ننتظر كم سيكون عدد الفرنسيين و غيرهم من الذين سيلتزمون تلك الدعوة و على رأسهم بالطبع إريك كانتونا صاحب  أموال طائلة محفوظة في المصارف ...

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى