إي ميل

رحيل الشاعر أحمد فؤاد نجم وردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي

نشرت في:

بالرغم من أنني أتحدث اليوم انطلاقا من تويتر، إلا أن علاقة الموضوع بهذه اليوميات قد لا تبدو واضحة للجميع، ذلك إن الموضوع يبدأ مع رحيل أحد أكثر أبناء بهية وفاء، رحيل الفاجومي، شاعر الفقراء في مصر، أحمد فؤاد نجم.

فرانس 24
إعلان

هز هذا الحدث وأحزن الكثيرين من أجيال الستينات والسبعينات وحتى الأجيال الحالية. وسواء اتفقت معه أو اختلفت، فإن الجميع يتفق على أن كلماته وقصائده ساهمت في تشكيل وعي كل هذه الأجيال، وأنه ظل شاعر الفقراء المتمرد حتى اللحظة الأخيرة.
 
ما علاقة الحدث بتويتر وشبكات التواصل الاجتماعي؟ والإجابة تأتي من تعليقات إسلاميين على هذا الحدث، ننقل لكم بعض النماذج منها "أراح الله البلاد من سوء خلقه وكلامه وسوء أدبه مع الله"، و"اذكروا محاسن موتاكم ... الله يرحمه كان كلب"، و"كلب وراح عقبال باقي العيلة الوسخة"، و"الخمارة نقصت كلب" ... الخ من تعليقات مشابهة وأكثر قسوة من ذلك.
 
هنا أيضا نظل بعيدا عن اتخاذ موقف، نتساءل ما الذي يدفع بهؤلاء لنشر عبارات ستساهم بالتأكيد في تنفير وإبعاد قطاعات كبيرة من الجماهير عنهم؟ والإجابة ببساطة تكمن في أن الغالبية العظمى من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي لم يدركوا بعد أنهم يستخدمون أداة إعلامية، وما زالوا يتخيلون أنهم في إطار دردشة بين شلة من الأصدقاء، يمكنهم أن يتفوهوا خلالها بما يقضي على صورتهم العامة ويتنافى مع أبسط المبادئ التي ينادون بها.
في الماضي كان نشر نص ما يقتصر على الصحف الورقية، أي أن الكاتب يعرف مسبقا أن بضع آلاف، أو حتى بضع المئات، سيقرؤون ما يكتب ويحكمون على النص وكاتبه، وبالتالي كان يضع لنفسه حدودا وضوابط لما يكتب.
 
أما في شبكات التواصل الاجتماعي فقد اختفى ما يمكن أم نصفه بحس المسئولية ولا يدرك الكاتب، إن صح وصفه بالكاتب، أن أعدادا أكبر بكثير من قارئي الصحف الورقية ستقرأ ما يكتب وتتأثر به بأشكال مختلفة.
 
هل الخطأ يقع على عاتق شبكات التواصل الاجتماعي التي فتحت المجال أمام الجميع للنشر، أم على عاتق الكاتب؟ ربما لا يوجد هناك أي خطأ، وإنما قامت شبكات التواصل الاجتماعي وما قدمته من إمكانيات برفع الغطاء عن مجتمعاتنا وإخراج ما هو أفضل، وما هو أسوأ في الوقت ذاته. وربما شكل ذلك خطوة كبيرة إلى الأمام لكي ندرك واقعنا بصورة أفضل، وكما يقول نجم "الجدع جدع ... والجبان جبان".

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية