إي ميل

فيلم Beauty للإيطالي رينو ستيفانو يطرح قضية الفن والمعلوماتية

نشرت في:

المعلوماتية ساهمت ... وتساهم كثيرا في إنقاذ التراث الفني، ولكن فيلم « Beauty » الذي يثير الإعجاب على شبكات التواصل الاجتماعي يطرح أسئلة معاكسة.

الصورة من موقع rino stefano
إعلان
 
 
« Beauty » هو فيلم الفيديو الذي لا تتجاوز مدته العشر دقائق ويثير تعليقات كثيرة واهتماما كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي هذه الأيام ... والسبب هو ما حاول أن يفعله "رينو ستيفانو تاليافيرو" المخرج الإيطالي الشاب، حاول أن ينقل، أو بالأحرى يطور انفعالاته أمام اللوحات الفنية من خلال بث الحياة فيها وتحريك الطبيعة والشخصيات المرسومة
 
الفيلم يتضمن أكثر من 100 لوحة تعود إلى عصر النهضة من المدارس الرومانسية، الباروك والنيوكلاسيك.
 
"رينو ستيفانو" قام بنسخ هذه اللوحات الكترونيا وأضاف إليها مؤثرات جرافيكية مثل الأمطار والغيوم، كما استخدم موسيقى رومانسية مصاحبة ويبدأ الفيلم بلوحة لبحيرة وسط الجبال ثم يقترب المشهد بحركة زووم من البحيرة لنشاهد حركة المياه وطيور تطير في السماء، ثم تتوالى اللوحات لأطفال في أحضان أمهاتهم .. حيث تتحرك شخصيات اللوحة بصورة بطيئة، وهذه ملاحظة هامة لمن يعتقد أنه سيشاهد فيلما سينمائيا، ذلك إن ما قام به المخرج الإيطالي هو إضافة حركة بطيئة ومحدودة المسار، لأن هدفه يقتصر على إضفاء شيء من الحياة على هذه اللوحات، وفقا لتصوره، وليس تحويلها لفيلم سينمائي، وتتوالى لوحات أخرى لمشاهد حب ثم ننتقل إلى لوحات ذات طتبع أكثر عنفا.
 
هذا ما أنتجه "رينو ستيفانو تاليافيرو" ويثير الإعجاب على الشبكة، وقد يكون جميلا بالفعل، ولكنه يطرح الكثير من الأسئلة حول مفهومنا للفن وكيفية تذوقه، ذلك إن الرسام أو حتى مصور الصورة الفوتوغرافية يحاول دوما التقاط وتجسيد لحظة معينة بكل ما تتضمن من أحاسيس ومشاعر ويسخر لهذا الهدف كل موهبته، فماذا نفعل بلوحته عندما نحرك شخصياتها أو الطبيعة فيها وفقا لرؤيتنا، ربما كان سيغير الفنان تعبيرات الوجه وما تنقله من مشاعر إذا اختلفت مواقعها أو تحركت ذلك إنه هو صاحب الرؤية الفنية وليس المخرج أو مهندس المعلوماتية الذي يقوم بعملية التحريك على الشاشة، وسؤال آخر عن استقبالنا وتذوقنا للفن، أو بالأحرى حالة الغرور العنيفة التي أصابتنا مع ثورة المعلوماتية وسمحت لنا بتحوير الأشياء المرئية والمسموعة على شاشة الكومبيوتر، هل أصبحنا عاجزين عن تذوق روائع الفن إلا بعد تحريكها بينما لم تكن هذه الفكرة في إنتاجها.
 
إعادة إنتاج عمل كلاسيكي وفق رؤية حديثة أمر مشروع .. بل ومرغوب، ويحدث بالفعل، ولا توجد أي مشكلة في إعادة كتابة مسرحية "هاملت" لشكسبير بصورة كوميدية أو معاصرة، ولكن الأمر يختلف كثيرا عندما نحاول تحريك اللوحة الفنية أو الصورة الفوتوغرافية.
 
 

ولنحاول نقل الإشكالية إلى صورة أبسط، ما قولكم أعزائي المستمعين إذا قمنا بعد قليل ببث إحدى أغاني أم كلثوم أو فيروز وقمنا بتسريع الصوت أو إبطائه ... أكيد سنتلقى منكم الكثير من المكالمات الغاضبة.

 

فيلم Beauty للإيطالي رينو ستيفانو

B E A U T Y - dir. Rino Stefano Tagliafierro from Rino Stefano Tagliafierro on Vimeo.

 

 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى