هل يحل الهاتف الذكي بعض مشاكل العقم؟

مشكلة هامة يواجهها الكثير من الأزواج عندما يرغبون في الإنجاب، هناك بطبيعة الحال من يعانون من مشكلة الخصوبة سواء لدى الرجل أو المرأة أو الاثنين معا، وهي مشكلة يشخصها الطب وقد يتمكن من علاجها أحيانا وقد يعجز عن ذلك في حالات أخرى.

لكن ما يعنينا اليوم يتعلق بأزواج لم يتمكنوا من الإنجاب، بينما لا يجد الطب أي مانع لذلك أي حالات غياب الخصوبة غير المبررة، ويشكلون نسبة ليست بالقليلة ممن يمضون أعواما في محاولة الإنجاب قبل أن ينجحوا في ذلك، والطب يمتلك تفسيرات لهذه الحالة تتعلق بإيقاع ومواعيد العلاقة الجنسية وتوافقها مع تواريخ الدورة الشهرية لدى المرأة وارتفاع درجة الخصوبة، الأمر الذي يتطلب التنسيق بين عدة عناصر لنجاح عملية الحمل.

هنا يتدخل موضوعنا اليوم، وهو تطبيق للهاتف الذكي المتصل بمجسات لقياس الحرارة، وهناك أكثر من تطبيق منها على سبيل المثال Ovia Fertility أو Glow وتسمح للمرأة برصد يومي لدرجة حرارة الجسم أثناء مرحلة الإباضة وتسجيل حالتها النفسية، تردد العلاقة الجنسية ... الخ، بحيث يمكن تنظيم محاولة الحمل بصورة تتسق مع التطور الفيزيولوجي للجسم وتحديد اللحظة الأنسب لنجاح الحمل.

بعض الأطباء يرون في هذه التطبيقات مجرد لعبة تكنولوجية ولا يرون الفارق بينها وبين تسجيل الملاحظات في دفتر، وهو حديث منطقي، لكن الإحصائيات تفيد أن الأزواج الذين يستخدمون الورقة والقلم يمضون ـ في المتوسط ـ ستة أشهر من المحاولات قبل نجاح الحمل بينما لا يحتاج مستخدمو هذه التطبيقات أكثر من شهرين لتحقيق النتيجة ذاتها. وقد لا يتعلق التفسير بالهواتف الذكية مباشرة وإنما بقدراتنا المختلفة على التنظيم والمتابعة وهو، تحديدا، ما تعالجه تكنولوجيا المعلومات.

إلا أن ما يتعلق بثورة المعلومات في هذه التطبيقات هو الإمكانية التي توفرها لتجميع كافة هذه المعطيات التي تقوم كل امرأة بتجميعها وحفظها عن عاداتها، ومسار محاولتها للإنجاب، وتزويد الأطباء والمختصين بها، مما يسمح بإجراء الدراسات والإحصائيات وتدقيق النصائح الطبية لمن يواجهون هذه المشكلة.