عندما أردت الاتصال هاتفيا بأحد الزملاء الفرنسيين في "مجموعة الاعلام الفرنسي الدولي" التي تضم "مونت كارلو الدولية" و"إذاعة فرنسا الدولية" وقناة "فرانس 24"، فوجئت بأنه لا يرد على الاتصال بينما نحن في نفس المبنى وكان هو الذي ينتظر هذا الاتصال. وعندما تساءلت عن السبب أمام بعض الزملاء، كانت إجابتهم إن هذا الزميل ليس من نوع المكالمة الهاتفية وإنما الرسائل النصية القصيرة أو Texto بالتعبير الفرنسي.
إلا أن هناك أسبابا أخرى أكثر أهمية تتعلق بمدى فعالية الرسائل النصية التي تسمح بطرح الموضوع مباشرة دون صيغ الترحيب والمجاملة الاجتماعية التقليدية، أضف إلى ذلك أن التكنولوجيا الجديدة والهواتف الذكية جعلت عملية كتابة الرسائل النصية غاية في السهولة بالمقارنة مع الأجيال السابقة من الهواتف المحمولة.
سبب عملي آخر يتعلق بكيفية الرد على ما يطلبه الآخرون، حيث تمنحك الرسالة النصية المهلة الزمنية للتفكير في الرد الملائم وصياغته بالعبارات والكلمات المناسبة، بينما ينبغي عليك، في حالة المكالمة الهاتفية، الإجابة فورا.
هذا الحديث صحيح في حال الاتصالات المهنية والعملية، ولكن تبقى القضية الأساسية في مجالات أخرى وتتعلق بنمط الاتصالات الشخصية بين الشباب الذي يعتمد، حاليا، الرسائل النصية كوسيلة أساسية للاتصال بدلا من الحديث المباشر، أي أن الأفكار التي يمكن أن تولد من تبادل المحادثة الشفوية.. العفوية.. المشاعر سواء الفرحة أو الغضب، الحب أو الكراهية، أو بكل بساطة القدرة على التفاعل مع الآخر مباشرة قد تصبح في مستقبل قريب صفة غائبة في شخصيات قادة المستقبل.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك