هل يمكن القول إن شبكة الانترنت مسؤولة عن تراجع مستوى الأداء في مختلف المجالات سواء رياضية أو ثقافية؟
جيمي بتلر، أحد نجوم فريق "شيكاجو بلز" لكرة السلة، أراد أن يرفع مستواه وقرر خلال الصيف الماضي أن يتدرب مع أصدقائه في منزل لا يوجد فيه جهاز تلفزيون أو اتصال بالإنترنت. وعندما يصف تلك الفترة يقول "لم يكن لدينا ما نفعله سوى أن نأكل ونتدرب". ويبدو وفقا للنقاد الرياضيين أن مستوى جيمي بتلر شهد طفرة كبيرة إلى الأمام هذا الموسم بعد الصيف الذي قضاه بدون إنترنت أو تلفزيون.
اعتقد أن أفكاراً مشابهة تراود خاطر أبناء جيلي الذين امضوا طفولتهم وشبابهم، عندما كانت القراءة تقتصر على الكتب والصحف، ونتذكر بالكثير من الحنين تلك الأيام التي كنا نغرق خلالها في كتاب أو رواية لساعات طويلة بعيدا عن العالم، أو حتى في قراءة مقال يمتد على مدى صفحة أو صفحتين.
هل يمكن القول، إذا، إن شبكة الاتصالات هي المسؤولة عن تراجع الثقافة وانخفاض مستوى الرياضيين ورسوب الطلاب في المدارس؟
المؤكد أنها أحدثت انقلابا في حياة كل هؤلاء، ولكنه انقلاب في حجم المعلومات والأفكار التي أصبحت متاحة لهم، أتذكر حجم الجهود والوقت الذي كنا نضيعه، نحن أبناء المدن الكبرى، عندما نسمع عن رواية أو كتاب جديد للعثور عليه وتوفير سعره، بينما نشاهد اليوم مراهقين وشباب، حتى في المناطق النائية، وهم يتابعون آخر ما صدر في العالم من مقالات وأفكار على شاشات الكومبيوتر.
سيقول البعض، ولكن شتان بين قراءة كتاب من مئات الصفحات، والاطلاع على تعليق أو مقال من بضع مئات من الكلمات على الشبكة. وهنا أيضاً نتساءل عما إذا كانت شبكة الانترنت هي المسؤولة عن هذه الخيارات ؟ أم أن الأمر مرتبط بعوامل كثيرة تلخص تطور نمط التعليم والتفكير في المجتمع، وعما إذا كنا بحاجة للفكرة الأساسية بسرعة وبتركيز لان هناك الكثير غيرها مما يجب أن نستوعبه ونهضمه.
حديث لا يعني نهاية الكتاب أو النصوص الأساسية، ولكن ربما اختلفت طريقتنا في تحصيل الأفكار لتصبح على عدة مستويات، تبدأ على الانترنت وتتيح بالتالي حجما اكبر بكثير من المعلومات، والاهم من ذلك أنها تتيح هذه المعلومات لعدد اكبر بكثير من الأشخاص.
على كل فان جيمي بتلر لم يكذب وقال "بعد أن نأكل ونتدرب طوال اليوم، كنا في نهاية اليوم نتجول على الانترنت بفضل هواتفنا الذكية"... ألم أقل لكم مفيش فايدة!
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك