تطور أساليب الترفيه وتعدد السبل للوصول إلى المعلومات أدت إلى زوال وهج ودور الإذاعة، وجعلت هذه الوسيلة الإعلامية التاريخية تواجه مستقبلا مجهولا.
غير أن تقرير لمنظمة الأونيسكوفي اليوم العالمي للإذاعة يطمئن على صحة الإذاعة التقليدية."فهي تصل إلى أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من مجموع سكان الكرة الأرضية. ويبلغ مجموع وقت الإستماع للإذاعات التي تبث بتقنيات الـ AM/FM ستة وثمانين بالمائة من الوقت الذي يمضي فيه إنسان راشد في الإستماع إلى الإذاعة".
ودائما حسب تقرير منظمة الأونيسكو فإن أكثر من خمسة وسبعين بالمائة من العائلات في الدول المتقدمة تستهلك المحتوى الإذاعي.
ويبلغ عدد محطات الإذاعات في العالم اربعة و أربعين ألف إذاعة.
ويشير تقرير منظمة الأونيسكو إلى أن الأماكن النائية حيث لا وصول للإعلام المطبوع والتلفزيون والإنترنت، غالبا ما تكون محطات الإذاعة هي المصدر الوحيد للمعلومات إن كانت متعلقة بالقضايا المحلية أو بالقضايا العالمية.
يوم برز التلفزيون وبرزت تقنيات الفيديو في أواسط القرن العشرين، اعتبر البعض أن هذا التقدم التقني سيهدد وجود الإذاعة، غير أنها صمدت. ومع بروز تقنيات التواصل الحديثة استمرارية الإذاعة التقليدية باتت مهددة، نجد اليوم الهاتف الذكي المحمول والكمبيوتر اللوحي وإمكانية الوصول إلى الإنترنت التي تتيح لأي مستخدم الوصول إلى المعلومات المختلفة ومشاهدة الأفلام وأقنية التلفزة ومقاطع الفيديو، وبالتالي إمكانية الاطلاع على المحتوى الذي يشارك به المستخدمون على مختلف الشبكات كيوتيوب و ""Vine و"ديلي موشن"، ما ساعد برفع الحواجز التقنية لخلق المزيد من المحتوى للمشاهدة ولمنافسة الإذاعة.
ونشهد منذ نشأة الإنترنت ذات النطاق العريض إنتشار تقنيات التحميل لمختلف أنواع الموسيقى والبرامج المختلفة عبر الشبكة، بالإضافة لخدمات الإستماع عبر تقنية التدفق الـStreaming ما يتيح للمستمع الوصول لأغنياته المفضلة وقت ما يشاء وكيف ما يحلو له مثال خدمات deezer - Spotify وعلى سبيل المثال منصة Spotify لديها أكثر من ستين مليون مستخدم في العالم وتثمن الشركة اليوم بمليارات من الدولارات.
ولا ننسى تقنية البودكاستينغ التي أصبحت الأسلوب الأكثر شيوعا للإستماع للبرامج والموسيقى في العالم، مثلا في الولايات المتحدة بينت دراسة اجريت عام 2012 نمو نسبة الإستماع إلى البودكاست إلى مائة وخمسة بالمائة منذ عام 2006. مما دفع بعض خبراء الإعلام بتوقع حلول تقنية البودكاست مكان المحطات الإذاعية التقليدية.
كما أن تطور أنظمة الإستماع الصوتية في المنازل وأيضا في السيارات يوفر أسلوب إستهلاك المحتوى بشكل مختلف. فالشركات المصنعة للسيارات تزود سيارتها بأنظمة صوتية متقدمة جدا ومتصلة تتيح للمستخدم الوصول إلى مجموعة كبيرة من الموسيقى عن طريق وصل أجهزة قراءة الملفات الصوتية أو مفاتيح الحفظ أو أنظمة الوصول إلى مكتبة موسيقية ضخمة أو ملفات صوتية مختارة كنظام Apple CarPlay . ما يمنح المستخدم مزيدا من الخيارات التقنية التي لم تكن متوفرة فيما مضى.
غير أن هذا التطور التكنولوجي الذي نعتبره تهديدا كبيرا لوجود الإذاعة بدوره يساهم في ديمومتها كوسيلة إعلامية عن طريق تطوير التطبيقات المعلوماتية المختلفة للإستماع للإذاعة عبر الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي التفاعل الآني والمباشر مع المحتوى الإذاعي في إي وقت.
هذا ولم يعد هنالك حواجز لإنشاء الإذاعات عبر الإنترنت فلم يعد من حاجة للحصول على رخصة بث لإنشاء إذاعة على الإنترنت، تكفي إمكانيات تقنية متواضعة اليوم لإطلاق هذا النوع من الإذاعات بالإضافة لبعض الإمكانات المادية للمحافظة على حقوق الملكية الفكرية للموسيقى والأغنيات.
ويمكن للمحطات الإذاعية اليوم التكيّف مع المشهد الجديد للإعلام والتكنولوجيا عن طريق إستخدام وسائل الإعلام الإجتماعي والفيديو لجذب جمهور الشباب .
يمكن أن نصف المشهد الجديد بما يختصرة مسؤول إذاعة الشباب radio1 Ben Cooper بالقول " Listen , watch, Share" أي
إستمع – شاهد – شارك.
وأيضا الاستفادة مما تقدمه شبكة الإنترنت للبث عبر الشبكة والتفاعل المباشر.
فحتى الآن لا يمكن مراجعة الفيسبوك وقراءة المجلات ونحن نقود السيارة إلا إذا كان لدينا سيارة ذاتية القيادة، هنا الإذاعة مازالت الرائدة.
فمستقبل الإذاعة يكمن اليوم في التكيّف مع الظروف المتغيرة وعبر التطبيقات االمعلوماتية وفي تخصيص المحتوى حسب إحتياجات المستمع ، التخصيص الجغرافي ، الإجتماعي ، و حسب إهتمامات الشباب .
وفي اليوم العالمي للإذاعة نقاش خاص في برناج ديجيتال حول تأثير التكنولوجيا على محتوى وعلى استهلاك الإذاعة وأين الشباب اليوم من الإذاعة وكيف يمكن تحفيز مشاركة أكبر للشباب في مجال الإذاعة، وليس فقط كمستمعين، وإنما كمنتجين ومذيعين.
نايلة الصليبي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك