ضجة كبيرة أثيرت حول إجراء محرك البحث غوغل بشأن سؤال يتعلق بتنظيم داعش، فما هي حقيقة هذا الإجراء؟
كيف التحق بداعش؟" سؤال يتردد بصورة كبيرة على محرك البحث غوغل، ويمكن أن نحلل ونفهم ذلك، ولكن المفارقة الغريبة تكمن في انك عندما تبدأ في كتابة الكلمات الأولى من السؤال على غوغل... أي عندما تكتب "كيف التحق" فان محرك البحث وكما نعرف جميعا، يقترح دوما استكمال عبارات البحث وفقا لعدد المرات التي استخدمت فيها العبارة المقصودة.
نقول أن المفارقة الغريبة تكمن في انه ما أن تكتب "كيف التحق" حتى يقترح غوغل عليك العبارة مستكملة بكلمة داعش كاختيار أولي، فهل يمتلك تنظيم الدولة الإسلامية أسهما في محرك البحث الشهير، أم أن القائمين على غوغل هم عملاء سريين لداعش؟
قد تقولون ان هذه الأسئلة ساذجة ومضحكة، الا ان الكثيرين، في المنطقة العربية، يرددونها في اطار نظرية المؤامرة الشهيرة والمهيمنة. ولكن، اذا ابتعدنا عن هذه النظريات الساذجة، نكتشف ان المشكلة اخطر من ذلك وتكمن في بنية نظام البحث، والفكرة الاساسية التي انطلق منها.
نتذكر جميعا تصريحات رئيس غوغل، قبل سنوات، والتي أكد فيها أن هدف شركته هو أن تتواجد داخل عقل المستخدم لتحدد موضوع البحث الذي يهمه قبل ان يعبر عنه، والفكرة مستحيلة، بطبيعة الحال، وتنتهي، بكل بساطة، لاختيار الكلمات والعبارات التي يرددها اكبر عدد من المستخدمين، اي ان غوغل لم يكن داخل عقلي وانا اكتب "كيف انضم" وإلا لأدرك انني اريد الالتحاق بنادي مدخني الغليون في باريس، لذلك يقترح علي كلمة "داعش".
إقرأ أيضاً: غوغل ويوتيوب يعلنان الحرب على تنظيم "داعش"
انه نظام عاجز، بالتأكيد، عن التنبؤ بما تريد انت تحديدا، فيختار الطريق الاسهل وبصورة ساذجة ليعرض عليك خيارات الأغلبية، وهنا يتعرض، احيانا لتناقضات او أمراض المجتمع الخطيرة، ويروج، دون قصد، لطرق الانضمام الى تنظيم داعش، وتدق، بالتالي، نواقيس الخطر ويقرر محرك البحث حذف هذا الاقتراح .. اي "كيف انضم لداعش؟".
واثارت الخطوة اهتماما كبيرا لدى وسائل الاعلام التي علقت عليها كحدث كبير، بينما لم يتجاوز الامر قيام غوغل بحذف عبارة محددة ولأنها كانت الأكثر استخداما ، وأتساءل ماذا عن عبارة "شروط الالتحاق بداعش" او عبارات اخرى مشابهة، بل والأكثر طرافة انني جربت ادخال العبارة المقصودة باللغة الانجليزية "How to join Daech" ، ومن الصحيح ان غوغل لم يقترح الجملة وان نتائج البحث الاولى كانت حول منع العبارة، ولكن النتائج المتأخرة بعض الشيء تقود الى غرف الدردشة التي تقودك الى تنظيم الدولة الاسلامية.
يمكن العودة إلى ملف: الاستراتيجية الإعلامية لتنظيم "الدولة الإسلامية"
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك