ابتكارات تكنولوجية، من المفترض انها تحل مشاكلنا وتساعدنا، ولكن السؤال ... ألا تخلق لنا هذه الابتكارات مشاكل اكثر تعقيدا؟
إعلان
الذكاء سيدخل في كافة جوانب حياتنا اليومية، وبعد الهاتف الذكي الذي احتل موقعا مركزيا في حياتنا المهنية والشخصية، تبرز اليوم الحقيبة الذكية.
الكثيرون منكم، عندما يستقلون القطار او الطائرة، يفاجئون لدى وصولهم باختفاء حقائبهم، سواء نتيجة خطأ من الشركة او نتيجة للسرقة.
ربما تعرض كيفين هاروود المهندس في ولاية تكساس الامريكية لهذه الحوادث اكثر من مرة، حتى انه قرر ان يجد حلا للمشكلةعبر ابتكار الحقيبة الذكية، وهي ببساطة، حقيبة مزودةبنظام GPS او تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، هو النظام المستخدم بصورة كبيرة في عالم السيارات، مما يسمح بتحديد مكانها في حال سرقتها او ضياعها لسبب او لآخر.
الحقيبة الذكية ما زالت في مرحلة البداية، والمهندس كيفين هاروود اضطر لاقتراض مليوني دولار لإطلاق عملية الانتاج الأولية لهذه الحقيبة ولن يقتصر الامر على نظام GPS، حيث سيتم تزويدها بشاحن للهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر ونظام بلوتوث يسمح بفتح الحقيبة وإغلاقها.
لكن المنافسة ستكون قوية، ذلك ان شركات صناعة حقائب السفر التقليدية المشهورة تطلق عملية تطوير حقائب مزودة بأنظمة GPS ونتحدث عن ماركات مثل سامسونايت ودلسي وغيرها، وهذه الماركات لن تكتفي بطبيعة الحال بالنظام الأساسي، فهناك من سيزود الحقيبة بمحطة واي فاي، بحيث لا يعاني المسافر في محطات القطارات او في المطارات من غياب الاتصال بالشبكة الدولية، وهناك ماركات اخرى تسعى لوضع نظام يربط بين الحقيبة وشبكات شركات الطيران التي تنقلها.
طبعا، لا تحلم، عزيزي المستمع، بأن اسعار هذه الحقائب ستكون في متناول الجميع، في البداية ستكون مرتفعة للغاية ولكنها ستنخفض تدريجيا مع الزمن.
ولكن مشكلة السعر ليست مصدر القلق الرئيسي، وإنما مشكلة اخرى اكثر خطورة بكثير ولا ينتبه اليها المستخدمون في بلادنا نهائيا.
لنلقي بنظرة على صورة مستخدم قادر على شراء التجهيزات الذكية المختلفة، يحمل بلا شك هاتفا ذكيا وكمبيوتراً لوحيا، قام بتفعيل نظام GPS عليهما من اجل استخدام افضل لشبكات التواصل الاجتماعي وبرامج وشبكات أخرى، أضف الى ذلك الآن حقيبة ذكية مزودة بالنظام ذاته، هذا يعني أنه يحمل عدة أنظمة تحدد مكانه بدقة متناهية، ومعطيات هذا الموقع مطروحة في الفضاء الالكتروني بصورة او بأخرى، مما يعني ان الكثيرين ممن لا تعرفهم ولا تعرف نواياهم يمكنهم ان يتابعوا رحلاتك وتحركاتك بدقة كبيرة وبصورة مباشرة ... ما رأيك؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك