التكنولوجيات الجديدة تهدف دوما لتسهيل حياة الناس، ولكنها قد تتناقض احيانا مع أنظمة قانونية واقتصادية تحول الامر برمّته الى أزمة كبيرة، وهو ما شهدته شوارع العاصمة الفرنسية باريس في الفترة الأخيرة.
إعلان
العثور على تاكسي في باريس كان أمرا معقدا بالأمس، أضف الى ذلك ان حركة السير كانت صعبة وبطيئة في بعض احياء العاصمة الفرنسية، وكل ذلك بسبب حركة احتجاج واسعة النطاق لسائقي التاكسي الباريسيين الذين قاموا بمظاهرة بسياراتهم حيث يتحركون بأعداد كبيرة وببطء مما يعرقل حركة السير، والسبب في كل ذلك هو الهاتف الذكي او بالأحرى شركات تسعى لنسبة أعلى من الربح بفضل الهاتف الذكي.
UBER هي شركة تم إنشاؤها في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة عام ٢٠٠٩، وتقوم على فكرة تنظيم الاتصال بين زبائن يريدون تاكسي وسائقي سيارات خاصة مقابل اجر اقل من اجرة التاكسي التقليدي.
هذا من حيث المبدأ، ولكن نجاح هذه الفكرة يعود أساسا للهاتف الذكي وتطبيق خاص تم تطويره لحساب هذه الشركة، حيث يقوم المستخدم الذي يبحث عن تاكسي بإرسال طلبه محددا المكان الذي يريد الذهاب إليه عبر هذا التطبيق الذي يحدد موقعه بفضل نظام تحديد المواقع GPS، ويرسل الطلب الى اقرب السائقين المسجلين في الشركة والعاملين في لحظة وصول الطلب.
ويقوم التطبيق بتحديد الأجرة انطلاقا من المسافة الفاصلة بين موقع الزبون والمكان الذي يريد الذهاب اليه، ليتلقى الزبون ردا يحدد له عدد الدقائق التي يحتاجها السائق للوصول اليه وأجرة المشوار، والتي هي اقل من أجرة التاكسي التقليدي.
سيارة سوداء يقودها سائق أنيق، وفي نهاية الرحلة يستطيع الزبون، اذا كان مسجلا بمعطياته المصرفية على موقع الشركة، ان يسدد أجرة المشوار بمجرد لمسة على شاشة الهاتف المحمول الخاص بالسائق.
ستقولون لي ان التكنولوجيا جميلة وتجعل الحياة أسهل، وهذا صحيح من حيث المبدأ، ولكن حقائق المجتمع الاقتصادية والقانونية يمكن ان تحول الامر الى كابوس، وهو ما يحدث في باريس حاليا، ذلك ان قواعد عمل سائق التاكسي معقدة للغاية وتتضمن تسديد الكثير من الرسوم الضريبية للدولة. أضف الى ذلك ان رخصة التاكسي تكلف ثروة حقيقية، وان عدد هذه الرخص داخل كل مدينة محدد ولا يمكن تجاوزه.
بالتالي يمكن ان نتفهم حالة الغضب الشديد التي تسود سائقي التاكسي عندما يجدوا منافسين لا يعانون من كل هذه المصاعب، أضف الى ذلك ان القانون يمنع هذا النوع من سيارات الأجرة، ولكن الحكومة لم تطبق القانون حتى الآن، ومن هنا تأتي حركة احتجاج سائقي التاكسي في باريس بسبب الهاتف الذكي.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك