"جرس" لفضح المتحرشين بالنساء

عيد الفطر كان المناسبة لتأكيد الظاهرة المرضية التي تعاني منها مصر، وأعني ظاهرة التحرش بالنساء في الأماكن العامة، ذلك إنه بالرغم من تشديد العقوبات التي وصلت إلى السجن، والتحذيرات والتهديدات المستمرة التي أطلقتها أجهزة الأمن، إلا أن أيام العيد، وكما هو الحال في هذه المناسبات، شهدت عمليات تحرش فردي وجماعي.

"أكثر من 95٪ من النساء المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي في الشارع. وذلك يؤثر على حقوقهن في التواجد في المجال العام والمشاركة الفعالة في المجتمع" هذا ما يقوله أحمد العزب وهاني عبد القوي وهما من المهندسين المصريين الشباب، ويعملان في مجال البرمجيات والتحليل المعلوماتي، تذكرا ما كان يحدث في مصر في الماضي، حيث كانت عقوبة المتحرش هي الجلوس على ظهر حمار مع جرس معلق في رقبته لفضحه والتشهير به، ومن هنا جاءت فكرة "جرس"، والحديث يتعلق هذه المرة ببرنامج يتم إنزاله على الهاتف المحمول، وما أن تتعرض صاحبة الهاتف لعملية تحرش فإنه يكفي أن تضغط على دائرة حمراء على شاشة الهاتف لكي يتم إرسال بلاغ بالحادث، والأهم أن البلاغ مرفق بصورة المتحرش وموقع حدوث التحرش، وبالتالي يطلع كافة مستخدمي التطبيق على ما وقع ومكانه ويشاهدوا صورة المسئول عنه، كما تستطيع الضحية تقديم المزيد من المعلومات عما حدث، بل ويمكنها، أيضا، طلب المساعدة من أصدقاء لها بواسطة رسائل ترسلها عبر التطبيق.

وتبقى مشكلة البلاغات الكاذبة أو الكيدية، إذ لا توجد أي ضمانة من أن تستخدم سيدة هذا التطبيق للانتقام من شخص ما والتشهير به دون أن يكون قد ارتكب أي ذنب، لذلك يسمح برنامج "جرس" لكافة مستخدميه بتدقيق البلاغات التي أرسلها المستخدمون الآخرون، بحيث يتم التحقق من صحة البلاغ أو زيفه، وفي حال اتفاق عدد من المستخدمين على أن البلاغ كاذب يقوم المسئول عن التطبيق بحذفه.

وتنبغي الإشارة إلى أن هذا التطبيق لمكافحة التحرش بواسطة المعلوماتية ليس الأول من نوعه، حيث سبقته تطبيقات أخرى أقل فعالية، كما أن الكثير من السيدات والفتيات تعودن مؤخرا اللجوء إلى شبكات التواصل الاجتماعي، ذلك إن انتشار الهواتف الذكية جعل من عملية التقاط صور ونشرها مع التعليقات اللازمة فورا على تويتر أو فايسبوك أمرا سهلا وسريعا، ولكن تطبيق "جرس" يؤدي عمليا إلى مركزة هذه العمليات في تطبيق وحيد وإرسالها فورا إلى المهتمين بمكافحة ظاهرة التحرش، وهم يعرفون بالتالي وسائل وكيفية التحرك في هذه الظروف.